ما طبيعة ذلك الارتباط بين (العلماء والقيادة) الذي يريده سماحة المفتي؟

Abstract

ما طبيعة ذلك الارتباط بين (العلماء والقيادة) الذي يريده سماحة المفتي؟ عبدالله ناصر الفوزان في الكلمة التي ألقاها في حفل تدشين مكتبه الجديد في مدينة الطائف يوم 28/7/1430 أعطانا سماحة المفتي العِلم الذي (يجمد على الشارب) أو بمعنى أكثر شعبية (أعطاناها على بلاطة) فقد أكد لخادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني وغيرهما من قادة البلاد الذين حضروا الحفل كما نقلت صحيفة الرياض في عددها 15003 ((أن الارتباط بين العلماء والقيادة يجعل الأمر يستتب في استقرار الأمور (!!) وانتظامها وصلاح الأحوال ويقطع خط الرجعة (!!) على كل المفسدين والمتربصين بهذه الأمة الذين يريدون إلحاق الضرر بها)). أؤكد أولاً أنه لا يخالجني أدنى شك في حسن نوايا سماحة المفتي وإخلاصه لدينه ووطنه وقيادته كما لا يخالجني أدنى شك في أن سماحته مقتنع أن غير (علماء الدين) في هذا البلد مخلصون وصادقون، أي أننا جميعاً في هذا الوطن بمن فينا سماحة المفتي وبقية (علماء الدين) متفقون على الهدف وإذا اختلفنا فهو في الوسيلة، فمصلحة الوطن هي مصلحة الإنسان المقيم فيه ولا يمكن لعاقل أن يدعو لما فيه خراب مصلحته ومصلحة أسرته. وطالما أن الأمر كذلك أستأذن سماحته في مناقشة قوله الذي أكد فيه أن الارتباط بين العلماء والقيادة يجعل....إلخ إذ إني فهمت من هذا القول أن سماحته يقصد أن الارتباط بين علماء الدين والقيادة كما يعتقد سماحة المفتي هو الذي يصلح الأحوال ويجعل الأمور تستتب، أي أن الارتباط مع غير علماء الدين وإن كان مطلوبا فلا دور له في استتباب الأمور...إلخ. كما أني فهمت من قول سماحته أن أي حالة تعكر استتباب الأمور عندنا مثلما حصل من الفئة الضالة من أبنائنا الذين بغوا علينا لابد أن يكون سببها نقص الارتباط بين علماء الدين والقيادة الأمر الذي أعطاني الانطباع بأن القصد حض القيادة على تقوية ارتباطها بعلماء الدين لتتمكن من مواجهة أي حالة عدم استباب للأمن ولتتلافى حصول أي حالات قد تحصل في المستقبل.إني والله لا أريد أن أحمل الأمور أكثر مما تحتمل ولكن هذا هو ما دار في ذهني عندما تأملت قول سماحة المفتي وقد أكون مخطئاً في ذلك، والذي قوى هذا الانطباع في ذهني أن سماحة المفتي كان قد نوه في مقطع سابق من خطابه بذلك (الارتباط القوي بين القيادة والعلماء والشعب الذي صار مثلاً في سيادته واستقراره)، فهو في هذا المقطع من خطابه قد فرق بين (العلماء والشعب)....