خالد الفيصل يستقر في وعي رابغ وبنيها !

Abstract

عاتبني كثيرون عن صمت قلمي المطبق عن رابغ مسقط رأسي.. وكان آخر هؤلاء المهندس ثابت صويبر اللهيبي نائب المحافظ للتشغيل والصيانة بالمؤسسة العامة للتحلية.. لم يكن ذلك عزوفًا أو عاجية تمارس الفوقية من ذلك البرج.. لا وأيم الله.. ولكن لم أتعرض لصدمة تحدث في داخلي هزة تتلني من كياني وتبعث في نقلة حس نوعية.. استشعر معها انفتاح الشهية.. فأكسر القمقم وانطلق.. ما أكثر الأحداث التي تمر أمام أنظار العالم ولكنها ليست من القدرة على إحداث التأثير من باب الفعل وحركته الارتدادية.. فكل شيء لا يتمرد على رتم العادية ولكن من الأحداث ما يهزك كالشعر المعتق المتقن. * خالد الفيصل ورابغ : لمن لا يعرف رابغ فهي منطقة شغلت التاريخ واشتغل بها.. منذ هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومنها انطلق أول سهم في الجهاد في سبيل الله، وتحتضن عبر التاريخ مآثر ومواقع ومنازل كخيمة أم معبد، وكغدير خم. وأماكن تاريخية رسمت الأحداث على ترابها وثراها ملاحم هي فخر لتاريخ الأمة الإسلامية والعربية. * رابغ في عهد آل سعود : ومع آل سعود كان لرابغ شأن عظيم.. أشرقت معه كل جنباتها.. كان ذلك عندما حظيت بمجيء مؤسس هذا الكيان عبدالعزيز.. وعرف التاريخ أنبل وأروع صور وملامح التآخي والمدد والعون.. كان ذلك عندما حاصر عبدالعزيز جدة.. وضاقت الأرض بما رحبت وكما يروي العم صالح الشلهوب.. وفجأة أرسل الله الفرج من خلال قوافل المدد التي جاءت من رابغ ومن أميرها اسماعيل بن مبيريك.. صنعت ذلك إرادة الله.. ثم الحس وفراسة ابن مبيريك وثقته بأن هناك حدثاً سيغير وضع المنطقة.. والطبع إلى الأحسن. وكان عبدالعزيز سلطان الوفاء ولكن إسماعيل بن مبيريك لم يستثمر كل العروض التي امتدت بها يد عبدالعزيز السخية.. ربما لقناعات خاصة.. ماتت مع موت اسماعيل. * خالد الفيصل وما أشبه الليلة بالبارحة : وبالأمس القريب وقف خالد الفيصل حيث وقف عبدالعزيز وسعود وفيصل وفهد وعبدالله، وماجد وعبدالمجيد وسعود بن عبدالمحسن.. وكثيرون.. ولكنه أيضًا وكعادته يأتي بما لم تأتِ به الأوائل.. بالطبع ليس قصورًا من أولئك.. وإنما فارق الأيام وفارق الحال. وأكاد أراهن على خالد الفيصل الذي عرفته منذ كان سنه تسع سنوات.. أعرف ملامحه جيدًا ولست وحدي.. فكل من تعامل مع خالد الفيصل يدرك أنه عملاق تعلو قامته ويعلو كعبه ويشهد الله أن ذلك ليس نفاقًا أو مجاملة كاذبة أو عبارات منمقة.. حاشا لله.. فالرجل ينوء بالنجاحات لأنه لا يسخر إمكاناته جريًا وراء الشهرة أو السمو الذاتي.. وإنما هو رائد والرائد لا يكذب أهله.. واستقراء حياة خالد الفيصل يجعل الناقد الأمين مع نفسه.. يقف احترامًا وتقديرًا.. أمام شموخ هذا الإنسان وسمو أهدافه.. لا تستعصي عليه المقاصد فهو يملك قوة فولاذية.. إذ أن ديدنه دومًا لا مستحيل. وهكذا هو شأن القادة العظام.. فهو لا يعبأ بالمكان إذ أنه يعطي المكان ويعطي الوظيفة قدرها ويرفعها لترقى لمستوى تطلعاته وطموحاته.. ومكة بالنسبة له تشكل قدسية عظيمة تعظم مسؤوليته وتضاعفها. ويحدث في كل وظيفة يتسنم ذروتها ثورة وحراكًا اجتماعيًا وثقافيًا وبنيويًا.. ومن يعش يرى كثيرًا ويرى صدق ما ذهبت إليه. كانت رابغ وبنوها على موعد الأسبوع قبل الماضي مع إطلالة أميرهم الذي فجر المفاجآت وأشعل جذوات الأمل من خلال توأمة المدينتين ومن خلال المنحة السخية لشباب رابغ.. وللحديث صلة.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة