السحيباني : كلمة الملك تضمنت منطلقات للعلماء

Abstract

قال الباحث الشرعي وعضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور عبد الله السحيباني، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي ألقاها لدى استقبال العلماء والقضاة ممن شملهم التجديد، قد جاءت متضمنة الأسس والدعائم التي ينطلق منها علماء الأمة. وأشار في تصريح لـ «الدين والحياة» لقد أوصى ــ حفظه الله ــ العلماء بالتقوى وخوف الله وهذه أعظم وصية وهي وصية الله للأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) [النساء : 131]، وبها أوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما) [الأحزاب : 1]، فلا غضاضة البتة في هذه الوصية وتكرارها، فهي سبيل السعادة في الدارين، كما أوصى وفقه الله بالقوة والحزم، وقول الحق والصدع به في كل موطن وحالة تستوجب ذلك، وهذه هي العلامة القوية للعلماء الصادقين المخلصين، كما أوصى ــ حفظه الله ــ بالتواضع ولين الجانب، وترك الغرور وطاعة النفس الأمارة بالسوء، وهذا خلق يحتاجه كل أحد، لكن الكبار والوجهاء وأهل القدوة أحوج ما يكونون إليه، كما تضمنت وصية هذا الإمام الملهم؛ جمع الكلمة وإصلاح ذات البين وترك الاختلاف ونبذ الفرقة والشقاق. وأضاف السحيباني قائلا: إن هذا من أعظم ما يوصى به، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المشارب والأهواء والآراء المتباينة، وتأتي الوصية الأخيرة من الملك ــ أيده الله ــ للعلماء بخدمة الدين الإسلامي بما أمكن وتبيين صورة الإسلام المشرقة للعالم كله، وبيان عظمته وقوته وسعة انتشاره وأنه أقوى الديانات، لكنه يحتاج إلى جهود العلماء المخلصين ليزيحوا عنه ما علق به من تشويه حصل من بعض المنتسبين له جهلا أو اعتداء. وبالجملة فكلمة الملك ــ وفقه الله ــ تضمنت عددا من القواعد المهمة لعلماء الأمة، فالتقوى والخوف من الله، والقوة في الحق، والرحمة ولين الجانب، والتقارب بين أهل الإسلام ونبذ الاختلاف، والدعوة إلى الإسلام ونشر رسالته، كل ذلك من مهمات علماء الأمة العاملين.