العبد الجبار واستراتيجية الصحة
التاريخ
2008-04-28التاريخ الهجرى
14290422المؤلف
الخلاصة
لم أتمكّن لظروف خارجة عن الإرادة من حضور اثنينية ملتقى إعلاميي الرياض التي استضافت الصديق الدكتور فهد العبد الجبّار مستشار خادم الحرمين الشريفين والمشرف على العيادات الملكيّة ، وفوّت على نفسي فرصة التعرّف على الهمّ الصحّي فى البلد وما يمثّله للملك عبد الله بن عبد العزيز- أعزه الله - وعن قرب من رجل متمرّس كالدكتور العبد الجباّر،الذي تحدّث بكل شفافية عن احوالنا الصحيّة بدءاّ من بيروقراطية الجهاز الصحي لدينا وغياب الرؤية الإستراتيجية الوطنيّة عنه وما نتج عن ذلك من تعثّر لتحقيق طموحات الملك عبد الله لضمان الخدمة الصحيّة الراقية لكل مواطن سعودي وبموازنة تاريخيّة بلغت الـ «25» مليار ريال، الموجع فى كلام الدكتور فهد ان تعمل وزارة كالصحة بدون إستراتيجية صحيّة وطنيّة كل هذا الوقت .. ومصيبة يا دكتور فهد ألا تلزم وزارة كالصحة بالعمل وفقا لما اعتمدته الحكومة من إستراتيجية سلّمت لمعالي وزير الصحة السابق ووضعت فى الأدراج للأسف . يا دكتور فهد اليوم يضع خادم الحرمين الشريفين 25مليار ريال تحت يد هذه الوزارة ولديها إستراتيجية وطنية معتمدة من الحكومة مصكوك عليها فى مكتب معالي الوزير ولا أحد يحاسب هذه الوزارة على تعطيّلها لرؤية صاغتها لجنة عليا وعهّد إلى الوزارة تنفيذها والعمل بموجبها!! يا دكتور فهد او ليس حرام فعلا ان نترك وزارة كالصحة بكل ما هو متاح لها اليوم من إمكانات مادية وبشرية تدير صحة البلد بأساليب اجتهادية وبعيدا عن النهج المؤسسّي؟! او ليس موجعا ان تطلق يد مسؤولي هذه الوزارة لتبديّد- نعم تبديّد - فرص نمو وتعافي نظامنا الصحي فى البلد ودون أي تدخّل رقابي من مجلس شورى او مجلس وزراء لا يصرف ريالا واحدا من هذه الأموال خارج الإستراتيجية الصحية الوطنية التي بحوزتها؟! يا دكتور فهد وغيرك المُعلّم ، وزارة الصحة اليوم لا تزال تدير الخدمات الطبيّة فى البلد بأسلوب مدرسّي عقيم وبعقليات بعيدة كل البعد عما وصلت إليه الإدارة الذكيّة للمنظومة الصحيّة فى العالم اليوم، ونغالط انفسنا كثيرا إن نحن راهنا على قدرات وإمكانات من يديرون صحة البلد اليوم فى تحقيق طموحات خادم الحرمين الشريفين لتوفير خدمات طبيّة راقية وممعيّرة تليق بما تصرفه خزينة الدولة على هذا القطاع!! يا دكتور فهد مشكلتنا مع الصحة تتمثّل فى هدر الموارد وسوء الإدارة وغياب للكفاءات المهنيّة والإدارية المنتجة . مشافينا اليوم فى معظم مناطق المملكة تعاني قياديين غير مؤهليّن ومديريات شؤون صحية كل منها يغنّي على ليلاه وكل من أيده الله إن صح القول!! الرقابة والمتابعة على اعمال وبرامج الخدمات الطبيّة فى مناطق المملكة فعلا تديرها اساليب -اسمح لي- اقل ما توصف به انها دكاكيني ولا تليق بحجم مقدراتنا كبلد نفطي وتجهيزات وكوادر البلد الطبيّة التي يحسدنا كثيرون من بلاد الجوار عليها . اما ثالثة الأثافي فتتمثّل فى المحسوبيات والفساد الإداري والمالي الذي يقوّض الكثير من جهود واموال الدولة ـ اعزها الله ـ والخلاص منه لن يصبح ممكنا إلا بتطبيق الإستراتيجية الصحية الوطنية المعطّلة للحد من إبداعات كبار التنفيّذيين فى الجهاز الرئيس او فى مناطق المملكة . يا دكتور فهد اطالبك وانت العارف ببواطن الأمور والخبير بحالنا الصحي المتردّي بأن تدفع فى اتجاه الإفراج عن إستراتيجية البلد الصحيّة ووضعها قيد التطبيق الفعلي لصالح الوطن وابنائه . أرجوك يا دكتور .. ولله الأمر من قبل ومن بعد. twergy@gmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
459903النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12736الهيئات
وزارة الصحة - السعوديةالمؤلف
عبدالله الطويرقيتاريخ النشر
20080428الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية