ارتكاز الانسان والقيمة
التاريخ
2009-06-19التاريخ الهجرى
14300626المؤلف
الخلاصة
يعرف عن «عبد الله بن عبد العزيز» أنه «ملك الإنسانية»، ولهذه السمة تبعات كثيرة، ورسائل إعلامية للجميع أن يكونوا على شاكلته، فالإنسان هو محور ارتكازه، وهو نفسه محور ارتكاز المجتمع السعودي، بل إنه مطلب إنساني في هذا العصر الذي طغت فيه الماديات وساءت فيه التعاملات إلا عند من رحم ربك، وأصبح الإنسان يتطلع إلى ما ينقذه من محرقة تكاد تتركه رمادا. يدرك «عبد الله بن عبد العزيز» أن المخاطر الحقيقية للإنسان تكمن في: بعده عن قيمه الدينية والاجتماعية، وغرقه في هوس المادة وتخليه عن الضبط والربط والإنضباط، الأمر الذي سيقوده بالتالي إلى إفساد الحالة العامة له، فلا يدري هل سيكون هامشيا ثانويا؟ أم يندفع إلى تغليب كل ما هو جوهري على ما عداه؟. وفي خضم هذا الصراع يقف عبد الله بن عبد العزيز ليقول: «عودا إلى الله ثم إلى أنفسكم، أنقذوها فأنا أنقد نفسي بنفسي إلى حد القسوة المرهقة، لا تبخلوا عليّ بالنصيحة فأنا منكم، وبكم، ومعكم، وإليكم. لا تحجموا دوركم الإنساني، ولا تضعوه في حدود ضيقة، انشغلوا بهموم وطنكم وأمتكم، وتعلموا فالعلم سوق فيه ثقافة القيم الإنسانية المشتركة». هذه باختصار رسائل ملك الإنسانية في كل وقت وحين، ومن يتمعن فيها يجد أنها لا تستعير أفكارها من غيرها، ولا تنبع من ثقافة تشجع النزعات، والخصومات، والعصبيات، والتحزبات الضيقة التي تقسم الوطن إلى ثقافات متناحرة سواء تحت واجهات محلية إقليمية أو دينية عدوانية أو تحت دعوة عزل المجتمع عن المشاركة في صنع قراراته بنفسه، بل يرى أن المجتمع نفسه هو: المنبع، والمصب، والمنهل، والطريق. فإذا صلح الفرد صلح المجتمع، وإذا استعصى صلاح الفرد ينخر الفساد في المجتمع، وتتحول رسالته من إصلاح مستمر ودائم، إلى إفساد مستمر ودائم، وهذا ما لا يرضاه «عبد الله بن عبد العزيز» بل يرفضه ولا يتعامل معه، ولا يعامل به. إن من يتمعن في القرارات الإصلاحية الجمة التي يتخذها ملك الإنسانية، ويتفحصها، ويقرأها قراءة موضوعية متأنية، يخرج بحزمة من أدوات التنوير، تغطي مناحي الحياة الراهنة والمستقبلية، فـ «عبد الله بن عبد العزيز» يدرك حجم المخاطر التي تواجه الإنسانية، والتحديات التي تنوء بها كواهلها، وسط إعلام خارجي وافد، يخترق الفضاء، ويحاول زعزعة القناعات والثوابت اليقينية، والملجأ، والملاذ، والإنقاذ، والإصلاح لا يتأتي إلا من خلال بناء الإنسان بناء قائما على الحق، والعدل، والكرامة، وإعطاء كل ذي حق حقه، ومحاسبة المخطئ، ومجازات المحسن، فالتجاوزات تعطل العقل البشري، وتلغي مكاسب قرون من الكدح، والعمل، والإنتاج، بذلها الأولون، ويفترض أن يؤسس عليها التالون ما يرتقي بالإنسانية إلى: غلق منافذ الغلو، والإرهاب، والفكر الإرهابي، وفتح المجال أمام الكلمة الحرة المسؤولة، والتغلب على لجة الصراعات العنصرية، والتطلع إلى حقوق الإنسان، وتحقيق كينونته. فتاريخ الإنسانية تاريخ إنتاج ومعرفة (ثقافة) وصراع وجود (بقاء) ولا يبقى إلا ما ينفع في الأرض، أما الزبد فيذهب جفاء. يسعى «عبد الله بن عبد العزيز» بكل ما أوتي من: عقل، وحكمة، وخبرة، وبعد نظر إلى: توكيد حق الحياة الكريمة للإنسان والمجتمعات، وهو ضد الفساد الذي يلغي كل المكاسب الوطنية. فالإفساد يزوران الواقع، ويدمران المجتمع، ويعطلان تطوره. الحديث عن ملك الإنسانية، يعبر عن جدوى لغة متجذرة، تسهم في تشكيل الواقع، تهيئ المناخ للمستقبل، وتحدد ملامحهما، ومن هنا فالكل مدعو لمد يديه لـ «عبد الله بن عبد العزيز» ولسانه ليقول أمامه كلمة حق بحقه هو، وبحق الوطن عليه، وبحق الأجيال الحالية والمستقبلية، فلا مستقبل إلا من الحاضر الأجمل، والأحسن، وهكذا لغة الحوار في المجتمع السعودي، محل لغة التهديد التي تواجه مجتمعات أخرى. الحديث عن ملك الإنسانية، يعبر عن جدوى لغة متجذرة، تسهم في تشكيل الواقع، تهيئ المناخ للمستقبل، وتحدد ملامحهما. بدر كريم* * كاتب
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
470388النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15637الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالشباب
المؤلف
بدر كريمتاريخ النشر
20090619الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية