الإسلام السياسي والمؤسسة الأمنية (2/2)
التاريخ
2007-09-25التاريخ الهجرى
14280913المؤلف
الخلاصة
ضاق النظام العربي ذرعاً بالمؤامرات الانقلابية ضده في الخمسينات والستينات. راحت المؤسسة العسكرية المفترض أنها حارسة وحامية له تشكل خطرا جسيما على استقراره واستمراره. وهكذا، ولدت المؤسسة الأمنية المخابراتية ولادتها الثانية. وُظفت في تطوير المؤسسة الجديدة أساليب في الاستخبار وتقنيات تحقيق وتعذيب مستوردة معظمها من بلغاريا ودول العالم الشيوعي. أخيراً، أحكم النظام حماية نفسه. باتت المؤسسة الأمنية رقيبة حتى على المؤسسة العسكرية، ومقدمة عليها في الثقة المطلقة. غير أن تطوير المؤسسة المخابراتية كان شؤما ووبالا خطيرا على العرب. نجح العرب في التحرر من الاستعمار، لكن اختنقت في المهد محاولتهم لنيل الحرية في زمن الاستقلال. قيامة الاخوان في سبعينات العصر الساداتي، وعودة الاسلام الجهادي والطالباني من أفغانستان منتشيا بنصره على «الكفار»، ساهمتا أيضاً في احتضار الحرية السياسية. بأساليبها القمعية المروعة، حلت المؤسسة الأمنية محل المؤسسة العسكرية، في معظم العالم العربي، في مكافحة الخطر الجديد، خطر الإسلام السياسي المتزمت الرافض بدوره لهذه الحرية، باعتبارها سلعة مستوردة كافرة بـ«الحاكمية الإلهية». الديمقراطية هي التقنية الآلية لصناعة الحرية. إذا كان الإسلام السياسي والجهادي، في حربه «المقدسة» على النظام العربي، قد لعب دورا فاعلا في إضاعة الأمل والفرصة أمام ولادة حقيقية للحرية السياسية والاجتماعية، فقد ساهمت المؤسسة المخابراتية في تزييف الديمقراطية: حكام يجرى التجديد لهم بأغلبية 99 بالمائة. مؤسسات نيابية صورية منتخبة بتوزيع «الكوتا» بين الحزب الحاكم وأحزاب «الكورس» الرديفة له. هيئات نقابية برئاسة نقابيين مخابراتيين. سلطة قضائية فقدت استقلالها وثقة المجتمع بعدالتها. حكومة رئيس وزرائها، في إلغاء السياسة، مجرد «باشكاتب» لدى «القائد الأوحد المفكر والمقرر». شبحان تقاتلا في ظلام دامس. كل منهما يتقن السرية التامة. خلايا الاجتهاد الانتحاري سبحت في مجتمع غافل عنها، بفعل تسخير النظام السياسي للمؤسسة الدينية التقليدية في «دروشة» ملايين المؤمنين، و«تسطيح» إيمانهم بالإلحاح على إقامة الشعائر (الطقوس)، من دون إنعاش للعقول. أما المؤسسة الأمنية فقد خاضت في البداية حربا صامتة ضد هذه الخلايا، اعتقادا منها ومن النظام الرسمي بأن المعركة مجرد ملاحقة أمنية لمجرمين عاديين يعبثون بالأمن والقانون. ويمكن تحقيق....
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
472363النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10528الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمود بن حماد ابوشامة
عبدالعزيز بوتفليقة
عمر بن لادن
محمد أنور السادات
المؤلف
غسان الإمامتاريخ النشر
20070925الدول - الاماكن
افغانستانالجزائر
السعودية
العالم العربي
العراق
الولايات المتحدة
مصر
الجزائر - الجزائر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
بغداد - العراق
كابول - افغانستان
مفتاح - الجزائر
واشنطن - الولايات المتحدة