دبي أخرى على ساحل البحر الأحمر

Abstract

دبي الذي قاس الانجاز فيه بخمس دقائق من لحظة وصوله بالطائرة الى خروجه من المطار. وفي نهاية مقاله الذكي قارن بحسرة المحب بين حال مطار دبي ومطار مدينته جده، مقارنة يدرك مغزاها كل سعودي يريد الافضل لوطنه وهو يعلم ان وطنه قادر ويمتلك كل القدرات العلمية والبشرية والسياسية والمادية لان يكون افضل. تحول هذا المقال فورا الى رسالة الكترونية تتداول بين مستخدمي الشبكة، واخذت اتسلمها من اكثر من صديق سعودي طوال الاسبوعيين الاخيرين. الشاهد هنا اننا نحن السعوديون معجبون بدبي ومتطلعون الى حداثة اكثر وتطور اعمق. لقد تحول اعجاب رجال الاعمال بدبي ان استثمروا فيها عدة مليارات من ريالاتهم السعودية، بل ان بعضهم نقل اعماله الى هناك او افتتح فيها فرعا ومكتبا يدير منها بعضا من اعماله، كما استخدمتها شركات اجنبية لخدمة مصالحها الاقتصادية في سوقها الاهم في المنطقة وهو ليس في دبي وانما في المملكة، وليس في كل ذلك ما يضير. انها روح مجلس التعاون لدول الخليج الحقة، وروح الاخوة بين اشقاء نجحوا في صناعة اول وانجح منطقة تجارة حرة في العالم العربي، ومن الطبيعي ان ينجح اي مشروع وراءه عقول تعمل وتتوثب للمستقبل، ولكن الحقيقة الاخرى هي ان الانغلاق النسبي والبيروقراطية الحكومية المتراكمة اجراءاتها فوق بعضها البعض، حتى نسينا سبب ذاك القرار الذي يؤثر على هذا القرار، يضاف الى هذا وذاك، تسلط طائفة في تحديد الذي يجوز والذي لا يجوز اجتماعيا وفق رؤيتها الضيقة، وليس الرؤية المجتمعية المتسامحة والمتوافقة بطبيعتها الفطرية، كل ذلك كان له دور في نجاح دبي، او على الاقل في لعبها دور مانهاتن في ما يخص تلك القارة الكبيرة التي تدعى المملكة العربية السعودية. لذلك ادى الاعلان الصاعق لمشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الى تفاؤل واسع في الشارع السعودي ليس اقتصاديا فقط وانما سياسيا واجتماعيا، وبث شعور اننا امام انفتاح حقيقي مقبل، والا لما تغامر شركة ناجحة مثل اعمار الاماراتية والتي انطلقت من دبي لتستثمر عقاريا حول العالم في مشروع هائل كهذا؟ لقد بدت صور المشروع والذي فاجأ الجميع وكأنه دبي اخرى ولكن على ساحل البحر الاحمر، انه ليس مثل المشروعين الناجحين السابقين الجبيل وينبع اللذين وضعا المملكة على خارطة العالم الصناعية ولكنهما انطلقا صناعيا بالدرجة الاولى ثم تطورا وانفتحا على قطاعات جديدة كالنشاطات التعليمية واخيرا....