استمرارية الدور التاريخي للمملكة خدمة للقضية الفلسطينية مبادرة خادم الحرمين تحولت إلى مشروع عربي جماعي

Abstract

استمرارية الدور التاريخي للمملكة خدمة للقضية الفلسطينية مبادرة خادم الحرمين تحولت إلى مشروع عربي جماعي خادم الحرمين خلال مشاركته في قمة بيروت والتي أعلن من خلالها مبادرته لحل الصراع مع إسرائيل أبها: الوطن كانت المملكة وما زالت الداعمة الرئيسية للقضية الفلسطينية، ولحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقد أخذ هذا الدعم أشكالا وتجليات عديدة منذ البدايات الأولى لنشأة الدولة السعودية الثالثة على يد الملك الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، حين رفض التنازل عن الحقوق العربية في فلسطين، مروراً بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي، الذي قدمته المملكة في العهود والمراحل المختلفة ليس للفلسطينيين فقط، بل وأيضا لدول المواجهة العربية مع إسرائيل. تجلى ذلك خلال اللقاء التاريخي الذي جمع الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز بالرئيس المصري جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967، بعد الهزيمة المريرة في يونيو من نفس العام، تلك القمة التي تقرر فيها لأول مرة تقديم الدعم لدول المواجهة العربية. واستمر هذا الدور طليعيا عبر ما تلعبه المملكة الآن خلال المحاولات الجارية للوصول إلى تسوية عادلة ودائمة للصراع العربي الإسرائيلي، بعد تغير المعادلات الدولية وتحول النظام العالمي إلى نظام أحادي القطبية، وبعد فشل مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام. كان لا بد من تحرك عربي جديد لدفع عملية السلام إلى الأمام، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما نتج عنها من تحولات هائلة في السياسات الدولية للولايات المتحدة الأمريكية، وإعطاء الأولوية للحرب على الإرهاب وأثر ذلك على المنطقة العربية والصراع العربي الإسرائيلي بعد صعود المقولات الجديدة مثل الشرق الأوسط الكبير أو (الجديد)، والتركيز على قضايا الديموقراطية والإصلاح الداخلي، الأمر الذي جعل القضية الفلسطينية تحتل مرتبة ثانية أو ثالثة في الأجندة السياسية أو الاهتمام الإعلامي. و في هذا الإطار جاءت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام عام 2002، لتمثل نقلة هامة في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أصبحت الآن حجر الزاوية بالنسبة إلى الرؤية العربية لمجمل عملية التسوية، خاصة بعد أن تبنت القمة العربية، التي انعقدت في 28 مارس عام 2002 في بيروت، هذه المبادرة، كما أعيد تفعيلها في قمة الرياض الأخيرة، وأصبحت تعرف منذ ذلك الوقت باسم المبادرة العربية للسلام.....