المقاومة والأهداف

Abstract

الخميس, 29 يناير 2009راي المدينةرفعت واقعة مقتل جندي إسرائيلي عشية جولة الموفد الأمريكي الجديد إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أكثر من علامة استفهام حول توقيت مثل هذه العمليات التي يبدو من الواضح أنها لا تخدم الأهداف الوطنية الفلسطينية لا سيما وأنها تتعارض في مفهومها مع إمكانية لعب الإدارة الأمريكية الجديدة دورًا أكثر حيادية إزاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني وحيث جاءت تلك العملية الأخيرة بمثابة تجميل للصورة النمطية التي حملها العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة التي وصلت أصداؤها إلى العالم كله.كان المتوقع من الفصائل الفلسطينية أن لا تبدو بأنها تقوم بدور استفزازي ضد إسرائيل أمام المبعوث الأمريكي الجديد، وأن تلك المنظمات التي تتفاوض في القاهرة للتوصل إلى هدنة بشروط أفضل تؤدي إلى إنهاء العزلة وفتح المعابر وتحقيق المصالحة تسعى إلى تهيئة أجواء مواتية تسمح بأن يلملم أبناء القطاع أشلاء الضحايا وتضميد الجرحى وإزالة مخلفات الدمار إيذانًا بإعادة إعمار آلاف المنازل وعشرات المنازل والمساجد والمستشفيات والمقار الحكومية التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية فجاءت تلك العملية لتعطي الانطباع بأن الفلسطينيين لا يأبهون بالسلام وليسوا جادين بشأن التوصل إلى التهدئة التي تؤكد كافة الدلائل على حاجة الطرفين إليها بنفس القدر.المراقب لتسلسل الأحداث لابد وأن يلاحظ أن هنالك بعض الأطراف الفلسطينية التي تحاول إفساد عملية السلام كلما لاحت في الأفق بوادر جديدة ومشجعة تدعو إلى التفاؤل ، وهو ما حملته تلك العملية الأخيرة التي أرادت تلك الأطراف منها إجهاض التحرك الأمريكي الإيجابي الجديد الذي تمثل في المقابلة التي أجرتها الاثنين قناة العربية الفضائية بالتزامن مع جولة ميتشل وبثت أمس الأول من قبل كافة الوسائل الإعلامية عبر العالم .هذه المقابلة أوضحت مواقف أمريكية جديدة تمثلت بشكل خاص في إشادة الرئيس أوباما بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط وفي رغبته في الاستماع وليس في إملاء السياسات ، وهو ما كان يقتضي من كافة الفصائل الفلسطينية الإنصات جيدًا للغة التعقل والتريث لمعرفة أبعاد الرؤية الأمريكية الجديدة التي عبر فيها أوباما عن ملامح شراكة جديدة مع العالمين العربي والإسلامي قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة.