تسليم الجائزة هذا المساء البهيج

Abstract

تسليم الجائزة هذا المساء البهيج عبدالله صالح العثيمين* مكانة العلم والعلماء في الإسلام مكانة رفيعة. أكدت هذه الحقيقة نصوص مصدريه الأصيلين: القرآن الكريم والسنة المطَّهرة، وبرهنت عليها مواقف عظيمة لمن فهموا مبادئه فهماً صحيحاً من قادة الأمة المسلمة، سلفاً وخلفاً. ولقد أثبت تاريخ هذه الأمة التوافق التام بين قوتها، فكريا ومادياً، وارتفاع تلك المكانة. فكلما ازدادت تلك القوة ازداد تقدير هذه المكانة، وكلما دبت فيها عوامل الضعف تضاءل ذلك التقدير. لقد شهد تاريخ أمتنا المسلمة، عرباً وغير عرب، إجلال عظماء من قادتها للعلماء في مختلف فروع المعرفة، ودعمهم العظيم لمؤسسات التعليم ومراكز البحوث، كما شهد تقدير مجتمعات متعددة منها لأولئك العلماء. وقد تختلف مظاهر ذلك الإجلال وهذا التقدير من جيل إلى جيل ومن مجتمع إلى آخر، لكن جوهر المضمون هو الأهم. ولقد رأت مؤسسة الملك فيصل الخيرية أن يكون أحد جوانب عطائها الخير إنشاء جائزة عالمية تحمل اسم ذلك الملك، رحمه الله، تمنح سنوياً تقديراً للجهود الرائدة النافعة للبشرية، فكراً ممتازاً أو ممارسة بناءة. وتمنح هذه الجائزة في خمسة فروع هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي واللغة، والطب والعلوم. وقد بدأ منحها قبل تسعة وعشرين عاماً. وكم كانت السعادة غامرة عندما تقرر أن تمنح جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام ـ هذا العام ـ لفخامة رئيس جمهورية تتارستان، منتمير شريف الله شايمييف. وكم ستكون تلك السعادة أعمق وهو يتسلمها ـ هذا المساء البهيج ـ من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبحضور فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، الذي تربطه بالرئيس شايمييف علاقة صداقة وطيدة. من هو الرئيس شايمييف؟ وما الجهود التي بذلها، فأهلته لنيل الجائزة بجدارة؟ كان عام 1937م العام الذي شهد ميلاد طفل لأسرة من فلاحي قرية تتارستانية، وقد عمل والده في إحدى المزارع الجماعية. وهذا يشير إلى أن دخل تلك الأسرة كان محدوداً. أما الطفل منتمير فبعد أن ترعرع وشب التحق بالمعهد الزراعي في قازان. وهو بذلك لم يبعد عن سيرة أبيه أفقاً وإن انطلق تطوراً. وبعد تخرجه من ذلك المعهد عمل مهندساً زراعياً. وكان من علامات نجاحه في ميدان عمله أن أصبح كبيراً للمهندسين، ثم نائباً لمدير مصلحة الزراعة في تتارستان كلها. وكان إثباته لمقدرته الإدارية، وكفاءته القيادية، في كل عمل....