الدعوة السعودية .. نحو لبنان قوي ومستقر وأمن

Abstract

كلمة اليوم الدعوة السعودية..نحو لبنان قوي ومستقر وآمن يظل الحرص السعودي على صيانة وحماية كل ما هو عربي وإسلامي، سمة تميز السياسة السعودية عبر تاريخها منذ التأسيس على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ باعتبار ذلك منهجا أصيلاً ونقطة لا تقبل النقاش أو المساومة. فالمملكة طيلة مشوارها العربي والإسلامي، اعتمدت سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وتحاول قدر جهدها تقديم النصح والمشورة بما يحقق الفائدة والمصلحة العامة للأمة، وكلنا لا نزال نذكر الجهود السعودية الحثيثة لمناصرة الأمة وتبني القضايا العادلة والمشاركة الفاعلة لإعلاء الشأن العربي والإسلامي.. سواء في الحرب أو السلم. هذا الحرص السعودي، يتجلى وقت الأزمات في أروع صور التضامن والوقوف الشجاع في مواجهة التحديات التي تعصف بالاستقرار العربي، وتهدد دوله وكياناته. اتضح ذلك في اتفاق الطائف، الذي نجح بفضل السياسة السعودية الهادئة في جمع الفرقاء على طاولة مفاوضات انتشلت لبنان من حربه الأهلية، واتضح ذلك في العديد من الأزمات اللاحقة، ابتداءَ من غزو الكويت وحتى تحريرها، والدور السعودي في أزمة لوكيربي الليبية مع الغرب، وفي القضية الفلسطينية، وفي الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وفي غيرها من الأزمات التي تؤرق الأمة العربية، وأبرزها وثيقة مكة المكرمة لوقف العنف الطائفي بالعراق، وإيحاد صيغة لإعادة الأمن والاستقرار للعراق الشقيق. ولعل ما صدر عن المملكة بالأمس من دعوة اللبنانيين للوحدة للخروج من أزمتهم الراهنة، ومناشدتهم بضرورة الحفاظ على الاستقلال السياسي، وتغليب الشرعية والعقل ولغة الحوار لتجاوز الظرف المؤلم والعصيب، يصب في خانة الصراحة السياسية التي تهدف لوضع حد لما يحدث من تلاسن سياسي وصل إلى الشارع، وهو في نفس الوقت تحذير واضح من خطورة الاحتكام إلى الشارع وما قد يعقبه من فلتان أمني وفوضى اجتماعية في غياب التضامن السياسي. الموقف السعودي يؤكد على حقيقة واحدة، وهي أن الشأن الداخلي اللبناني يقرره اللبنانيون وحدهم، وهذا حقهم الطبيعي، واستقرارهم استقرار لنا جميعاً كأخوة وأشقاء، لا يريدون مزيداً من المحن أو الأعباء، فما تعرض له لبنان يكفي، وما تعرض له مواطنوه جدير بالتعاطف وعدم تكرار مآسي الأمس القريب والبعيد معا