أغنى من كنوز الأرض
التاريخ
2009-01-21التاريخ الهجرى
14300124المؤلف
الخلاصة
كان يمكن لخادم الحرمين الشريفين وهو يعلن في ختام كلمته أول أمس - في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة عن تبرع المملكة بمليار دولار - أن يكتفي بهذا الإعلان ويذكر هذا التبرع الكبير الذي رحب وأشاد به الجميع غير أنه أبى إلاّ أن يضيف لهذا التبرع قيمة أخرى أكبر من قيمة التبرع ذاتها عندما قال إن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه. نعم فقضية فلسطين ليست قضية مال أو إعمار أو بناء، بل القضية قضية دم جرى خلال ثلاثة أسابيع، بل إنها قضية دم يجري منذ أكثر من 60 عاماً، ولن يوقف هذا الدم في يوم من الأيام المال، بل ما سيوقفه هو أننا نقدر قيمة هذا الدم وأننا نقدر قيمة القطرة منه، وأن نؤمن فعلاً أنها (أغلى من كنوز الأرض وما حوت) فهذه القطرة لا تساوي جاهاً ولا منصباً ولا سلطاناً بل لا تساوي كل كنوز الأرض وما حوت، كيف لا وإن قطرة دم المؤمن البريء أعظم عند الله من هدم الكعبة، وجاء اليوم الذي نسمع فيه من قائد عربي مسلم أن قطرة واحدة من هذا الدم أغلى من كنوز الأرض كلها وما احتوت عليه. لقد تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين في ذلك المؤتمر حقائق عدة أكدتها كثير من الأحداث عبر التاريخ وفي مقدمتها أن هؤلاء اليهود الغاصبين ما هم إلاّ كما ذكر في كلمته ـ حفظه الله ـ عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية فهم عصابة لا همّ لهم إلاّ المكر والخداع والكذب ونشر الفساد في الأرض من خلال ما يحيكونه من مؤامرات ودسائس وما يقومون به من قتل وخراب وفساد ودمار. لقد شخص ـ حفظه الله ـ داء الأمة بشكل موجز، مشيراً إلى إن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا، وكانت هذه الخلافات ومازالت عوناً للعدو الإسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا فلولا الخلاف ولولا سعي الأعداء ليل نهار في إشعال نار الفرقة والشتات لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، وكلي أمل أن مشروع المصالحة الذي طرح أول أمس أن يستمر، وألا يأتي الحاقدون والحاسدون ليشعلوا نار الفرقة والخلاف من جديد، كما حرص ـ حفظه الله ـ على وضع الدواء بإعلانه فتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ وأننا سنواجه المستقبل ـ بإذن لله ـ نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. لقد كانت كلمته كلمةً ضافية أحيت الأمل في قلوب اليائسين، وخففت كثيراً من المصاب الأليم الذي ملأ قلوب المسلمين حول العالم، ليس هذا فقط بل أكدت أن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد، وكيف تبقى وهناك أكثر من 1300 شهيد نصفهم تقريباً من النساء والأطفال أريقت دماؤهم بأحدث أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على مدار ثلاثة أسابيع، وهناك أكثر من 5.500 جريح يئنون في جراحهم ونحن نئن معهم من هول ما رأينا من قتل وتدمير وفساد ، وقد ذهب ـ حفظه الله ـ إلى ما هو أبعد من ذلك فلم يكتف بهذا الأمر، بل أكد أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت. هذه اللغة هي اللغة التي يفهمها الأعداء، وهذه هي اللغة التي يجب أن نتحدث بها جميعاً مع الأعداء الغاصبين، وهذه اللغة هي التي يجب أن تسود اليوم، فقد جربنا لسنوات طوال لغة السلام، ولكن لم يفهم العدو هذه اللغة وكيف يفهمها؟ فنحن لا نواجه عدواً عادياً بل نواجه عصابة إجرامية لا تعرف شيئاً عن الإنسانية أو السلام.
الرابط
أغنى من كنوز الأرضالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
619354النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5581الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
ابراهيم محمد باداودتاريخ النشر
20090121الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين