العلم والإيمان.. رؤية ملك الحوار تعالج جنوح رواد النهضة
التاريخ
2009-10-05التاريخ الهجرى
14301016المؤلف
الخلاصة
العلم والإيمان.. رؤية ملك الحوار تعالج جنوح رواد النهضة عبدالعزيز محمد قاسم في معمعة السجال الإعلامي الذي أعقب افتتاح الصرح العلمي الكبير المتمثل في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، تاهت وذابت قضية رئيسة مهمة برأيي، لم ينتبه لها سوى القلة، ألا وهي قضية العلم والإيمان.ففي كلمة والدنا خادم الحرمين الشريفين في حفل افتتاح الجامعة التي نعقد عليها كمجتمع وأمة الآمال العريضة في نهضة أمتنا، وقد جلبنا علماء الدول المتقدمة في سلم الحضارة الإنسانية في قاعاتها ومعاملها، تطرق - يحفظه الله – إلى مسألة علاقة العلم والإيمان، وهل ينبغي الفصل بينهما كي تنهض الأمة، بما نادى وينادي دوما بها العلمانيون العرب. المسألة قديمة، لأن رواد النهضة العرب عبر قرنين من الزمان طرحوها وهم يبحثون عن طرق لتقدم الأمة واستغرقوا في سؤالاتها وإشكالياتها، وانتهى كثير من سدنتها إلى أنه لا طريق للنهضة إلا بالفصل التام بين الدين والعلم، كرؤية علمانية صرفة، وقد أخذت محاولاتهم مدى زمنيا طويلا، حاول فيه رواد النهضة العربية، كل هذه السنين زرعها في بيئتنا العربية بلا طائل، فجاءت كنبت خديجٍ مشوّهٍ بلا قدرة أو حراك.وربما مثـّل رفاعة الطهطاوي الجيل الأول من هؤلاء المثقفين، بيد أنه كان حريصا على تساوقها مع الدين وانبعاثها منه، إلا أن الجيل الثاني – بحسب المفكر السعودي زكي الميلاد في كتابه القيّم (الإسلام والإصلاح الثقافي)- كان يرى الفصل عن الدين تماما، وكان شبلي شميل وأحمد لطفي السيد وسلامة موسى وطه حسين أبرز أولئك المثقفين، فيما يمثل محمد أركون والعروي ومحمد عابد الجابري الجيل الثالث، واشتغل كل هؤلاء بمشروعات النهضة أيضا.وقد ُطرح موضوع (العلم والدين) باستفاضة في ملحق (الدين والحياة) بصحيفة عكاظ قبل سنتين، وشاركت نخبة كبيرة من المفكرين والمثقفين السعوديين والعرب، وانتهت بسجال طويل بين المفكر التونسي الكبير أبو يعرب المرزوقي والدكتور خالد الدخيل المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع المعروف، وبالتأكيد ذهبت الآراء في مذاهب شتى وتباينت ولم تحسم المسألة حينها، فيما جزم كاتب السطور بأن الدين لا يمكن أن يكون عائقا أبدا أمام العلم.في تصوري أن تحرير هذه الإشكالية لا يتبين إلا بقراءة موضوعية تتوسل أدوات التحليل العلمي لمفهوم الدين ومفهوم العلم, فهذان المفهومان ليسا مفهومين مصمتين نتعامل معهما بنفس المستوى، بل لا بد من فرز المستويات الداخلية لمضامين هذين المفهومين، وللأسف فإن العلمانيين العرب والمنادين بفصل الدين عن العلم يتورطون كثيراً في الخلط والإجمال وعدم استيعاب التمييزات العلمية الضرورية لفهم هذه المسألة. ومن يتتبع كلامهم يجد أن خلطهم يعود لأربع قضايا؛ وهذا الخلط هو السبب الجوهري في عدم فهمهم واستيعابهم لهذه الإشكالية: أولها: الخلط بين الوحي والتفسيرات والتأويلات الشخصية. وثانيها: الخلط بين النص القطعي والنص الظني. وثالثها: الخلط بين الحقل التوقيفي والحقل الاجتهادي. ورابعها: الخلط في مفهوم العلم بين الحقائق العلمية والفرضيات والنظريات الشخصية.فعدم استيعاب هذه التمييزات العلمية الأربعة سببه عدم قدرة العلمانيين العرب على فهم قضية صلة العلم بالدين.سأختم بالعودة إلى جامعتنا التي نعقد عليها الأمل بعد الله في انبعاث حضاري لوطننا وأمتنا، وقد جلبنا خيرة العقول العلمية المفكرة في العالم، متسلحين بالعلم والإيمان جنبا إلى جنب، ولتبقى كلمات خادم الحرمين مضيئة في هذا الجانب وهو يقول لقد ارتبطت القوة عبر التاريخ - بعد الله - بالعلم، والأمة الإسلامية تعلم أنها لن تبلغها إلا إذا اعتمدت - بعد الله - على العلم. فالعلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة. ولقد أكرمنا الله بعقولنا التي بوسعنا أن نعرف سنة الله في خلقه، وهو القائل جل وعلا: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء). 0 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
618230النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3293الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابويعرب المرزوقي
احمد لطفي السيد
خالد الدخيل الله
سلامة موسى
محمد اركون
محمد عابد الجابري
الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالجامعات والكليات
المؤلف
عبدالعزيز محمد قاسمتاريخ النشر
20091005الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية