الاختلاف والوسطية
التاريخ
2010-03-25التاريخ الهجرى
14310409المؤلف
الخلاصة
سكينة المشيخصالاختلاف والوسطيةسكينة المشيخصاختلاف التيارات الدينية والفكرية والعقدية في نسيج الوطن الواحد ظاهرة صحية توجب قبول الرأي والرأي الآخر من أجل الوصول للوسطية التي تشكل خطاب المرحلة الفكرية الراهنة، ومقتضيات هذا الخطاب، تتطلب أكثر مما هو مجهود نظري في سياق تعميمات تلتف حول الحقائق المجردة، فالوسطية وإن كانت تمثل حال المرحلة ونمطها الفكري فهي أوضح الصور الموضوعية والواقعية التي يلزمنا به ديننا مهما اختلفنا في رؤانا ومسالكنا الفكرية، وما يؤزم العلاقة بين الأطياف الدينية هو عمليات الالتفاف السطحية على هذه الوسطية التي أفرغها الجدل من مضمونها وجعلها حمّالة أوجه تبرر وتسوغ كثيرا من حالات الخروج على الأهداف المشتركة للأمة. لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رؤيته المتقدمة والمتطورة لفكرة الوسطية التي جعل من الحوار أداة واقعية لها، وهو بدأه بين المذاهب الإسلامية ثم انتقل به بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة، ولكن السؤال هل استوعب المشاركون في مبادراته الحوارية أغراضه كولي أمر أو راع؟ من واقع توصيات ومخرجات تلك المبادرات يمكن القول إن المشاركين من مفكرين ومثقفين واصلوا دورهم التنظيري دون استيعاب النتيجة التي يرمي اليها خادم الحرمين، فهم اجتمعوا ثم تفرق جمعهم دون أن نلمس شيئا في أرض الواقع. لقد أرسى خادم الحرمين فكرا حواريا متطورا لأنه يؤمن بذلك، ويراه السبيل للتعايش السلمي بين أبناء الدين الواحد والديانات المختلفة، ولكن قناعات المفكرين، النظرية، لم يتم بسطها في أرض الواقع بما يجعل رؤية الملك عبدالله منجزا إنسانيا وفكريا أرقى بكثير من حمّى الجدل البيزنطي الذي لا ينتهي بين المفكرين والمثقفين الذين استمرؤوا ذلك الجدل وأصبح بيئتهم الفكرية فتواضعوا في تطبيق فكرة الحوار كأداة للوسطية المنشودة، ولذلك مطلوب أن يؤمن هؤلاء بأن القيادات على منهج خادم الحرمين تمتلك فكرا تنويريا أرقى بكثير من تنظيرهم الذي أقعد الأمة وجعل الحوار ميدانا للفلسفة التي لا تفضي إلا الى مزيد من التباعد.
الرابط
الاختلاف والوسطيةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
670288النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13432المؤلف
سكينة المشيخصاتيتاريخ النشر
20100325الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية