الحق الفلسطيني أولاً

Abstract

الحق الفلسطيني أولاً منح الصلح ربما كانت المنظمات الدولية، كمنظمة العفو الدولية، معذورة الى حد ما، بل مفهومة عند كثيرين في طريقة تعاملها مع الصراع الحاصل بين فتح وحماس، لتنتهي بإدانة الطرفين، فحماس مدانة في نظرها بممارسة الاعتقالات الكيفية، ولا سيما عندما بسطت سيطرتها بالقوة على قطاع غزة في شهر حزيران الماضي. أما فتح، فمتهمة بممارسة الاعتقال الكيفي بحق عناصر حماس في الضفة الغربية. بل قد تكون هذه المنظمات مشكورة من وجهة مهنية مدنية على تسجيل كل مخالفة لحقوق الانسان في غزة وغير غزة، بل قد يكون هذا أيضاً كل مهمتها، ولكن النظرة العربية الى الموضوع، ينبغي أن تعطي الجانب السياسي الاشمل حقه، فلا تكتفي بالنظرة الى ما يجري في غزة من فوق أو من بعيد، بل تنطلق من الجوانب الوطنية والقومية للموضوع، فتضع يدها على الجرح منطلقة من الواجب العربي الشمولي في التقريب بين الطرفين الفلسطينيين المتعاديين. فمنذ ظهور الاديان السماوية في الازمنة القديمة، في تلك البقعة المميزة من العالم، ومنذ ظهور المهاتما غاندي في الهند في العصر الحديث، أصبح الشرف الاعلى هو في اكتشاف كل انسان لذنبه وقصوره ومسؤوليته في ان يكون أو لا يكون صانع شر وظلم في أي مكان على الارض. ولكن هذا شيء، واستخدامه من قبل القوى الدولية كما نرى، ضد العرب والفلسطينيين المضطهدين، شيء آخر. فإذا كانت فتح و حماس يرتكبان أخطاء أو تجاوزات مخالفة للمعايير الدولية، فلا ينبغي أن يقترن ذلك بتعسف ضد الحق الفلسطيني والحقوق العربية كافة، وكأن الفلسطينيين والعرب عليهم وحدهم أن يكونوا كاملين، للتسليم لهم بحقوقهم، وكأن المطلوب منهم وحدهم أيضاً أن يكونوا ملائكة وخالين، شعوباً وأفراداً، من سقطات البشر ليعطوا في فلسطين وغيرها حقوقهم. إن تقرير منظمة العمل الدولية قد سجل ولربما بحق، تصرفات غير مثالية على الفريقين المتنازعين على الارض الفلسطينية، وكأنه يقول للفلسطينيين من الطرفين: كونوا ملائكة، ثم طالبوا بحقوقكم. وهنا بلا شك تحايل مكشوف، وكأن على المظلومين رقما واحدا في العالم، أي الفلسطينيين، أن يمارسوا كل مراحل الكمال الانساني والتصرف الملائكي، لينالوا الاعتراف لهم ولقضيتهم بالوجود. وإنه لمنطق لا ينطبق بالتأكيد على أمم مجربة وعريقة كالعرب. الحمد لله على أن العرب لم يعلقوا اهتمامهم بالقضية الفلسطينية على وصول الفلسطينيين وحدهم في هذه الدنيا الى....