الهيئة والمجتمع.. ثنائية القطيعة والمشاركة

Abstract

استميح الأستاذ حسن العلوي عذراً باستعارة العنوان من كتابه المنصف الشهير (عمر والتشيع) الذي يقول عنه إنه لم يكتبه للدفاع عن عمر -رضي الله عنه- الذي لم يكن في يوم من الأيام في مكان المتهم، ولكنه كتبه للدفاع عن التشيع وهو بذلك يقدم عملا نحتاج إليه لدفن الهوة بين الشيعة والسنة ولتحويل الخلاف إلى اختلاف لتكون هناك فرص لحوار يؤدي إلى تقارب.وبعد هذه المقدمة الاعتراضية، انتقل بكم إلى عنوان المقال الذي يتمحور حول الهيئة، وهي قصة تطول تبدأ بالنظام وتنتهي بالقطيعة وبينهما تراكمات تقود إحداهما إلى الأخرى. لم يكن تأسيس الهيئة مجرد فكرة إنشاء جهاز حكومي فحسب، بل هو تكريس فكر يتناسب مع استقلالية وخصوصية بناء دولة ستكون واجهة العالم الإسلامي وتضم في جنباتها الحرمين الشريفين، فمنذ أن بدأ عصر الانفتاح الفكري ومبدأ الشفافية في الطرح وتعميم مبدأ الحوار والهيئة تتصدر مواضيع النقاش لتحتل المرتبة الأولى بلا منافس، وبين ناقد وناقم أصبحت هيبة هذا الجهاز على المحك تشعل فتيلها أخطاء فردية تقيم من خلالها وطرح مكثف ومتلق مصدق. لكن الهيئة استطاعت وبدعم من ولاة الأمر، أن تتجاوز تلك الفترة وتتوازن في تعاملها مع كل ما يطرح لتكوين جسر من الحوار بشفافية كانت كفيلة بتحويل كل ذلك التسليط الإعلامي في صالح بقاء واستمرارية ودعم هذا الجهاز. في الفترة القريبة تصدرت الهيئة واجهة الأخبار مرة أخرى ولكن هذه المرة عبر تسجيل إنجازات متلاحقة في تخليص عدد من الفتيات من براثن الابتزاز والمساومة بين الفضيحة وتشويه السمعة أو المشي في طريق الرذيلة، خياران لا يناسب أحدهما أي إنسان في هذا الوجود مهما كان دينه وعقيدته فكيف بفتاة مسلمة تحكمها تعليمات الدين وتعيش في مجتمع يضع الفضيلة والشرف أول شروط الارتباط بفتاة، وربما استمرار وجودها داخل ذلك المجتمع، لم تكن الهيئة أقرب للمجتمع من هذا الوقت رغم كل محاولات وضع حاجز بينهما، اليوم هي الملجأ الآمن الذي تضمن من خلاله الفتاة أو المبتز حقوقه دون خوف الوقوع في ابتزاز آخر، اليوم ومع توجيه خادم الحرمين الشريفين بدارسة ظاهرة ابتزاز النساء تصبح الهيئة أشبه ما تكون بمستشفيات الأمل التي تعيد المبتلى بالمخدرات إلى مجتمعه سليما مع الحفاظ على سرية هذا العلاج، وهذا ما تحتاج إليه كل فتاة تقع تحت هذا الأمر وتريد الخلاص بلا فضيحة.alnaashi_s@hotmail.com