الاطمئنان قبل الميزانية وبعدها

Abstract

يوم أمس وأمس الأول تلقيت اتصالات من بعض القنوات الفضائية يريدون مني تعليقاً وتفصيلاً لما تعنيه ميزانية العام الجديد من إيجابيات أو سلبيات.. مع الاعتذار.. قالوا أيضاً: يكفي أن توضح كيف تقرأها.. الميزانية وتفرعاتها أكبر بكثير من درايتي الاقتصادية.. كلهم قلت لهم ذلك.. هناك مختصون في الملاحق الاقتصادية الصحفية.. هناك متحدثون رسميون في هيئة سوق المال ووزارة المالية.. أما أنا فمواطن يقرأ ويتعرف ببطء على المؤشرات.. لكن جزالة الوضوح في كفاءة حجم القدرة الاقتصادية من خلال أرقام الميزانية تجعل المواطن غير المختص في غنى عن أي صاحب اختصاص يشرح له.. إذا كان أن ميزانية 2008م قد سجلت أعلى إيرادات في تاريخ المملكة بقيمة 1.1تريليون ريال.. وهذا يعني الارتفاع المضاعف لحجم الفائض، فإن سنوات ماضية قريبة قد رُصدت في حساب الفائض وفي استعدادية الصرف على إنجاز مشروعات بعيدة المدى.. أمام هاتين الحقيقتين أتذكر قولاً لمعالي وزير المالية في نيويورك أكد فيه أن المملكة لخمس سنوات قادمة تقريباً كيفما كانت تراجعات العالم الاقتصادية فإنها لن تتراجع أو تفقد قدرة الاستمرار.. وقبله وبعده أكد رجل الإصلاح والتطوير الملك عبدالله بأن ميزان التطور الاقتصادي المستمر لن يتعرض لأي اهتزاز حيث لنا خصوصية قدرتنا المالية على التواصل مع بناء خططنا التحديثية الكبيرة المبالغ.. وفي تصريح سابق قيل إن البترول في حدود الخمسة والسبعين دولاراً سيكون مقنعاً ونحن بكثافة الفائض لأكثر من عام قادرون على التواصل مع أسعاره المتأرجحة حتى تأتي مرحلة الاستقرار بل والزيادة.. وقد أشار معالي وزير البترول إلى أن المملكة ماضية في مشروعات استثماراتها التعدينية وغيرها.. ببساطة نحن لسنا مجرد خيمة حملتها رياح الأزمة العالمية إلى غير مكانها، ولا نحن مجرد قطيع بشري ذُعر من عواصف الأزمة، كما هو الحال في معظم الدول النامية وبعض الدول المتقدمة.. نحن الاستقرار وموضوعية التداول الاقتصادي ومشروعات اللحاق بالمستقبل الأفضل، حيث رعى ذلك كله رجل الأبوة الحضارية الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ميزانية هذا العام لا تحمل تطميناً يقتصر على حجم قدرتها ولكن فيما اتجهت إليه بنود تفرعاتها، حيث سوف تزيد كلفة المشروعات الجديدة المعتمدة على 225ملياراً.. والمبهر الأرقى في تصورنا لسرعة التطور ودفعه القدرة الاقتصادية أن 122مليار ريال أكثر من ربع الاعتمادات العامة قد خصص لقطاع التعليم والتدريب والبحث العلمي والابتعاث.. رائعة أهداف المستقبل.. ورائع رجل المرحلة الذي يقودها.. عبدالله بن عبدالعزيز..