قمة أخرى.. إحباط آخر

Abstract

تتحدث هذي المقاله عن قمة أخرى وإحباط آخر وهي بيان كان اقرب لوعد بلفور عربي اظهر فيه تعاطف بريطانيا العظمى مع آمال العرب في الوحدة. تلى ذلك بيان آخر له في 24 فبراير (شباط) 1943 حفز فيه العرب على اخذ زمام المبادرة في تحقيق احلامهم القومية. هناك دعوات من الحكومات العربية للتشاور في انشاء جامعة عربية تكون نواة للوحدة العربية المرتقبة وقد اعترض نوري السعيد والملك عبد الله على تلك الدعوة كونها تتعارض مع توجهاتهما لانشاء سوريا الكبرى تحت مظلة العرش الهاشمي، اضافة الى خشيتهما من تحولهما الى قلة في ذلك التجمع القومي المرشح لاستقطاب المزيد من الدول العربية، ولذا اعترض رئيس وزراء العراق آنذاك على ضم دول الشمال الافريقي ورفض كذلك دخول مصر والسعودية للجامعة وأصر على صدور القرارات بالاجماع لا الاغلبية، وبذا بدرت اول معاول هدم اساسات الجامعة العربية مع اللحظة الاولى لتأسيسها وبداياتها التي خصصت لها غرفتان في الطابق الثاني لوزارة الخارجية المصرية المطلة على ميدان التحرير. لقد اصبحت القمم العربية تمثل قمم الاحباط العربي لاسباب المجاملات الزائدة لبعض القادة والسماح لمن يريد الاستخفاف بتلك اللقاءات الهامة وتحويلها الى مهرجانات خطابية ومسارات تهريجية يطعن من خلالها في سيادة الدول الاخرى، وحسنا فعل ولي العهد السعودي، الامير عبد الله بن عبد العزيز، عندما اعترض بغضب وذكاء شديد على ما يقال على الهواء وأمام الملايين، فقد كان السكوت يعني القبول بما قيل ولا ينفع بعد ذلك ان يأتي التعقيب بعد رفع الجلسة حيث ان من شاهد وسمع بالطعن قد لا يكون موجودا عند حضور الرد..ان استمرار النهج الحالي يعني استمرار الفشل القائم وأجدى وأجدر بالامانة العامة الحالية ان تتفرغ قليلا لمثل تلك القضايا عبر رفع شعار «الجامعة اولا» .