الملك الصالح .. والوطن .. والمستقبل

Abstract

منذ زمن بعيد لم ابتهج مثلما ابتهجت عندما سمعت الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وهو يقول بلغة موجزة وفي كلمات معبرة (إننا لن نقف جامدين والعالم يتطور من حولنا) هذه العبارة ذات الدلالات الهائلة التي قيلت وتحت قبة الشورى وأمام أعضائه المناط بهم أن يتحملوا عبء مضامينها.. جاءت في سياق حزمة العبارات الهامة الأخرى.. - مكافحة الفقر والروتين.. - مواصلة الإصلاح.. - وتبني مشروع التنمية المتوازية، أي الاهتمام بالمناطق التي لم تنل حظها من الخطط الخمسية السابقة.. إذاً نحن أمام خطاب/ مشروع مرحلة.. وعلينا جميعاً أن نتحمل مسؤولية تفعيله الدولة من خلال مشاريعها وخططها وبرامجها للعشرين سنة القادمة على أقل تقدير.. والرأسمال الوطني من خلال توطين التقنية والاستثمار في المشاريع المنتجة وإعادة تدوير رأس المال في سلسلة من المشاريع ذات المردودية الوطنية (انتاجا/ توظيفاً) للمواطن. والعقول المفكرة في استخلاص الدروس والآفاق التي تستطيع أن تحقق الطموحات التي يحلم بها الإنسان في رفحاء أو جازان مروراً بثول.. أو شرورة.. الوطن الآن يعيش مرحلة انتقال كبرى.. ولا أحد يستطيع أن يتجاهل هذه الحقيقة أبداً.. خاصة بعد أن تحولت الكونية إلى شعار حقيقي ولم تعد العولمة مجرد خطابات صماء تتخاطفها الأسماع كبيانات الأحلام القديمة.. ومن حسن الحظ أن يكون الدخل الوطني في أزهى عصوره وأن يكون رأس الهرم السياسي الملك الصالح، حاضراً بهذا الفكر والوعي والوطنية والإخلاص.. إن تكريس هذه القيم.. إضافة إلى قيمة التسامح والعمل والمبادرة والطموح.. والإحساس بالبقاء من أهم الشروط لتحقيق هذا المشروع الوطني للوقوف حقيقة لا طموحاً في سياق حركية التاريخ والملاءمة مع شروطه الموضوعية. فنحن لم نعد بَدْواً على قوافل.. ولم نصل إلى المرحلة الصناعية الأولى.. نحن وقعنا في مرحلة البين بين وللأسف في حالتها الاستهلاكية الأكثر هدراً لكل شيء. نحن في مرحلة التحول نحو المستقبل ووضع الملك الصالح الخطوط الأساسية للتحول وبقي على المجتمع والإنسان في هذا الوطن مواطناً ومسؤولاً أن يتحمل عبء التحوّل.. وأن يتكيف مع تحدياته وأن يغير من عادات الماضي إلى تقاليد مواكبة المستقبل. وحب الوطن.. والإخلاص.. والكفاءة في أداء المسؤولية أهم شروط هذا الطموح.. وواجباته