الجامعات بين التدريس والبحث العلمي

Abstract

الجامعات بين التدريس والبحث العلمي عبد الواحد الرابغي الجامعة أقرب الى مفهوم العقدة النفسية في حياة الأمم والشعوب منها الى أي شيء آخر تعالج مركب نقص حقيقي لا يختفي الا بميلادها وتطورها والتعليم العالي تحول الى مؤسسات لتفريغ حملة شهادات عليا يقفون في طوابير البطالة دون اعداد واضح أو تدريب مدروس للحياة العملية. قنابل موقوتة متمثلة في البطالة المتفشية بين خريجي الجامعات بمختلف تخصصاتها لذلك يهمنا في هذا السياق ان نشير الى الملاحظات التالية: أولاً: فلسفة التعليم قد انتقلت حالياً الى مرحلة متقدمة تقوم على مفهوم التعليم الذي يعتمد على استخراج المعلومة والتعبير عن الرأي بحرية كاملة دون الحشو الدراسي الذي تعلمنا عليه أما الآن في عصر الانترنت فلم يعد هناك حاجة الى استبطان المعلومات لانها اصبحت مختزنة لمن يريد الوصول اليها واستظهارها في يسر وسهولة من هنا كان لا بد ان تختلف فلسفة التعليم. ثانياً: ان الجامعات بغير بحث علمي تتساوى مع المدارس الثانوية لان قيمتها الحقيقية تقاس بمدى اسهامها في دفع البحث العلمي وتطوير الصناعة فتعريف التكنولوجيا في أبسط اشكاله ينصرف الى عملية تطويع العلم في خـدمـة الـصـنـاعـة. ثالثاً: ان الأصل في التعليم الجامعي هو ارتباطه بالبحث العلمي لذلك فإن القصور الذي تعانيه في هذا المجال ناجم عن سوء السياسة التعليمية خصوصاً في مرحلتها الجامعية، بل ان سوق العمل يتأثر ايضاً بسياسة التعليم فالبطالة ابن شرعي لسوء التخطيط التعليمي. رابعاً: ان هذه المنطقة النامية من العالم التي ننتمي اليها تحتاج الى خبرات مدربة أكثر من حاجتها الى شهادات مرصعة فالبنية الاقتصادية والمؤسسات التنموية تطلب أولئك المدربين على المهام الموكلة اليها خصوصاً اننا نعاني نقص المهارات وتراجع الخبرات في كل ما يتصل باحتياجات التنمية والعمران. خامساً: ان البحث العلمي هو طريقنا الى اللحاق بتكنولوجيا العصر ومواكبة علومه ومعارفه ولن يتحقق ذلك بغير سياسات تعليمية رشيدة. خلاصة القول هو انني اطالب بسياسة بحثية تتماشى مع السياسة الجامعية فاذا كان التدريس هو خبز الجامعة وزبدها فإن البحث العلمي هو ثمارها الرائعة وقطوقها اليانعة وغرسها المزدهر يوماً بعد يوم.