الأممية الإسلامية مجدَّدا

Abstract

الأممية الإسلامية مجدَّدا حمزة قبلان المزيني أشرت في مقالات سابقة إلى رسوخ مفهوم الأممية الإسلامية في الخطاب السائد. وهو يعني النظر إلى المسلمين على أنهم كيان سياسي واحد، وأنهم كانوا كذلك طوال تاريخهم، وأن الاستعمار الأوروبي هو الذي مزق هذا الكيان إلى أقطار متعددة.ومن التجليات الأخيرة لرسوخ هذا المفهوم تكرار مفردة الأمة في الحديث عن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. ومن ذلك قول أحدهم إن جامعة الملك عبدالله يرجى لها الخير وإنه إنما افتتحت من أجل مصلحة هذه الأمة ومن أجل إعادة هذه الأمة على ما كانت عليه سابقا من ريادتها للعلوم قاطبة. والهدف الذي قامت عليه الجامعة وأنشئت من أجله هدف نبيل وكل مسلم يسعى إليه ويرغب في أن يكون سببا من أسباب علو ورفع درجة هذه الأمة ومن أسباب علو هذه الأمة على غيرها من الأمم. لذلك فإن الملك عبدالله يشكر على هذه الخطوة المباركة التي لعلها إن شاء الله تكون من أسباب الخير ومن أسباب رفعة درجة الأمة.وآخر مثال لذلك ورود هذه المفردة أربع عشرة مرة في الخطبة التي ألقاها الشيخ عبد الرحمن السديس في الحرم المكي الشريف (20/10/1430هـ). ويبدو أن المقصود بها الأمة الإسلامية لمجيئها في معرض الحديث عن العقيدة الإسلامية والماضي العلمي الإسلامي المجيد ووجوب التقيد بالثوابت الإسلامية في التعليم. ومن ذلك قوله: شاهد ذلك الأمثل، ونموذجه الأشمل، ذلك الصرح العلمي الشامخ، والمعقل المعرفي العملاق، المتمثل في جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ وفقه الله ـ للعلوم والتقنية بما تمثله من مصدر إشعاع حضاري، ومنارة سامقة في سماء العلم والمعرفة، وإن كل محب للعلوم والمعارف ليبارك هذه النقلة النوعية الكبرى، والوثبة الحضارية العظمى، بما يحقق الأصالة والمعاصرة، ويعيد للأمة ـ بإذن الله ـ سالف مجدها وحضارتها. إنها جامعة رائدة في أهدافها، سامية في مقاصدها، نبيلة في غاياتها، ولعل الله يُري رائدها ما تقرُّ به عينه، وتبتهج به نفسه، بل ونفوس الأمة جميعاً، في تحقيق رسالتها السامية، وآثارها المباركة. و يحذرون من الخوض فيما لم يتبين لهم أمره، والاسترسال وراء الشائعات المغرضة، التي يريد أعداء الأمة وخصوم المجتمع أن تتقاذف سفينتها أمواج الفتن، فلا أعظم من تأليف قلوب الرعاة والرعية، وتوارد أهل الحكم وأهل العلم على تحقيق المصالح للأمة ودرء المفاسد والفتن عن....