شكراً لساعي التقنية

Abstract

ضوءشكراً لساعي التقنية عبد العزيز الصقعبيأصدقاء الفضاء السايبروني، أتعرفونهم، أصدقاء يتواصلون من خلال ما يُقرأ وما يُسمع وما يُشاهد عبر الشبكة العنكبوتية، تتسع دائرة هؤلاء الأصدقاء مع الزمن، هذه التقنية التي تكاد أن تدفع للجنون، وبالذات لمن كانت علاقته وطيدة مع الورقة والقلم والبريد, أغلب الجيل الجديد من محبي الثقافة والأدب لايعرفون كيف كنّا في زمن سابق حين يكون التواصل مع الأصدقاء خارج المدن التي كنا نسكنها بواسطة البريد ، ويكون الانتظار لأيام حتى يصل الخطاب ويكون الرد، يطول هذا الانتظار حسب قرب أو بعد المسافة، ربما ساعد الهاتف ومن بعده الفاكس على سرعة التواصل، ولكن ليس بالصورة التي أصبحنا عليها الآن، أنا لا أتكلم عن أزمان سابقة بل فترة زمنية قريبة، لاتتجاوز مطلقاً ربع القرن، ستقولون إنها الثورة المعلوماتية، وأقول أجل، الناس يقتربون من بعض، وتواصلهم يكون سريعاً، عن ماذا نتحدث؟ هل نتحدث عن البريد الإلكتروني أو المنتديات أو المدونات أو الفيس بوك، الكل يعرفها ويعرف ما هو أحدث منها، والكل يعرف تقنية الكمبيوترات المدمجة بالهواتف المحمولة، و البلاك بيري، الناس يقتربون وفي الوقت ذاته يبتعدون، كلٌّ له عالمه الخاص قريباً من الآخرين تقنياً، بعيداً عنهم جسدياً، أمر شائك ومخيف، وماذا عن الثقافة والأدب، هل هنالك منعطف جديد للتعامل مع النسخة الورقية من الكتاب، هنالك من سيقول مباشرة، الكتاب الورقي سيبقى، وأقول أجل سيبقى، ولكن هل سمعتم عن الكتاب الإلكتروني،حجمه صغير، تقريباً بحجم القطع الصغير من النسخة الورقية،ولكنه يحتوي مئات أو أحياناً آلاف الصفحات، لا أريد أن أتطرق للعيوب والمزايا لكل من الكتاب الورقي والإلكتروني، ولكن ما يهمني هو التعامل مع التقنية الحديثة بوعي، وأن لا نكون مستخدمين فقط، لأننا سنكون في ظل استعمار جديد من قبل الدول المتقدمة، لنبقى عالماً ثالثاً لا صوت له، لو كان لنا صوت واحد لأصبح فاروق حسني مديراً لليونسكو ومن قبله الدكتور غازي القصيبي، إنها ليست قضية مؤامرة، بل ضعف صوت، وأنا أرى أن صوت الحضارة الجديد، هو هذه التقنية الحديثة، و شمعتها الأولى التي أوقدت هي (بيت الحكمة الجديد)أو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فشكراً لخادم الحرمين الشريفين الذي أو قد هذه الشمعة، ومزيداً من الشموع التي ستجلب مزيداً من الضوء للثقافة وتضيف مزيداً من الأصوات ليكون صوت العربي قوياً بقوة حضارة الزمن الجديد.