العمل الخيري في المملكة

Abstract

العمل الخيري في المملكة د. أحمد عبدالقادر المهندس يتميز المجتمع الإسلامي عامة، والمجتمع السعودي خاصة بحبه لعمل الخير والتكافل الاجتماعي بين أفراده، كما تنص على ذلك تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وفي الماضي، كان هناك عمل خيري غير منظم، وكانت بعض جهود الخير والبذل والعطاء تذهب أحياناً الى غير مستحقيها، بل قد تصبح شيئاً لا يؤدي الى تفعيل العمل الخيري وتوجيهه لمصلحة الفقراء والمحتاجين. وكان هذا العمل الخيري لا يؤدي غالباً إلى تعليم الناس كيف يعملون أو كيف ينتجون لاتقاء شر الفاقة وعوز الحاجة أولاً، ولتنمية مجتمعاتهم ثانياً. وقد قامت المملكة العربية السعودية بدور كبير في مجال العمل الخيري، منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والذي كان - رحمه الله - يهتم كثيراً بالعمل الخيري، مما جعله يستمر ويتطور بشكل إيجابي مع الزمن، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله.. وفي كتاب استراتيجية العمل الخيري في مملكة الإنسانية الذي سيصدر قريباً يتطرق مؤلفه الأستاذ سعيد العماري لأبرز المؤسسات الخيرية في المملكة وجهودها الكبيرة في مجال العمل الخيري، مشيراً الى جهود القيادة والحكومة الرشيدة، ودعمها للجمعيات الخيرية، وصياغة القوانين التي تزيل العوائق التي تعترض بعض مراحل العمل الخيري، بالاضافة الى ترسيخ الصورة الإيجابية التي تتمتع بها جمعيات ومؤسسات العمل الخيري في المملكة. ويعرض المؤلف لاستراتيجيات بناء الصورة الذهنية للمؤسسات الخيرية، ودور وسائل الإعلام المختلفة في بناء هذه الصورة، وتحسينها عند الناس. وقد قسّم هذه الاستراتيجيات إلى: استراتيجية الصورة الداخلية، والخارجية، والصورة لدى الداعمين، والمستفيدين، واستراتيجية ادارة القضايا، واستراتيجية العلاقات العامة، والعلاقات الإعلامية، واستراتيجية التطوير المهني. كما تحدث المؤلف عن تنمية الموارد المالية في الهيئات الخيرية، وطرق تطويرها بما يتناسب مع عصر العولمة، وقدّم بعض التجارب العالمية في مجال مكافحة الفقر، وخاصة في قارتي آسيا وافريقيا. وفي هذا الكتاب يشير المؤلف لبعض ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - من جهود كبيرة في مجال العمل الخيري، واهتمامه الكبير بالفقراء وأصحاب الحاجات، وزياراته المتكررة لتفقد أحوال الفقراء والمحتاجين في أحيائهم ومنازلهم، والتي أكد من خلالها - حفظه الله - حرص ولاة الأمر على علاج مشكلات الفقر في المملكة. وقد أثمرت زياراته عن (إنشاء صندوق وطني لمكافحة الفقر في المملكة) من خلال استراتيجية مدروسة لعلاج هذه الظاهرة،، وتهدف مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الى معالجة تدني مستوى المعيشة بطرق غير تقليدية، مما يشجع على العمل والإنتاج. ومن ضمن مبادراته الكريمة إقامة مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي، وعلاج التوائم السيامية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية على نفقته الخاصة وغيرها من مبادرات خيرية وإنسانية. كما عرض المؤلف في كتابه لأبرز جهود سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مجال العمل الخيري، والذي دأب - حفظه الله - دائماً على مساعدة الفقراء والمحتاجين بشكل مؤسساتي مدروس.. ويتحدث المؤلف عن زيادة موارد الجمعيات والمؤسسات الخيرية من خلال الجهد الإعلامي الفاعل، واكتساب ثقة الناس عن طريق العمل الدؤوب والجهد المخلص، بالاضافة الى البرامج الدعوية المستمرة. ويعمل المؤلف حالياً في مجال تنمية الموارد المالية، وهو حاصل على درجة الماجستير في ادارة الأعمال، ولعل مشروعه لدرجة الدكتوراة سيكون أيضاً في مجال العمل الخيري الذي نحتاج فيه الى توضيح مفهومه عن طريق الجهد الإعلامي، واستقطاب رجال الأعمال والأثرياء لمساعدة الفقراء والمحتاجين لكي يساعدوا أنفسهم من خلال العمل المنتج.. والله ولي التوفيق.