العطلة قرار إنساني

Abstract

مدائن العطلة قرار إنساني د.عبدالعزيز جارالله الجارالله قدم الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال فترة وجيزة حزمة من القرارات الإصلاحية: اقتصادية وادارية وتنظيمية واجتماعية. وفي مكرمته الأخيرة منح إجازة للمعلمين والطلاب بنهاية دوام الأربعاء 18رمضان ..وقد أسبغ على تلك القرارات المسحة الإنسانية ليقدم لنا إجازة مشمولة بالقرار الإنساني أما لماذا تم تصنيف الإجازة بالقرار الإنساني فيمكن قراءته من خلال بعض الحوادث الشنيعة التي تعرضت لها بعض المعلمات على الطرق السريعة.. والحوادث القاتلة والتيه في الصحراء للمعلمات في المناطق النائية.. وللحالات التي أدت إلى التوتر اليومي نتيجة الزحام داخل المدن والاختناقات المرورية صباحاً وليلاً حتى اصبح شهر رمضان شهر الاختناقات المرورية.. وقرار إنساني استجابة لرغبة الكثيرين من ابناء هذا الوطن في استثمار الوقت في التعبد والتهجد في العشر الأواخر من رمضان ليكون شهر تعبد وقيام الليل، والانقطاع لله.. فنحن بطبيعتنا شعب متدين ومثل هذه الإجازات تستثمر بالعبادات.. والنتائج التي ترتبت عليها إشغال المجتمع (الطلاب) بالمذاكرة والدراسة والواجبات المدرسية التي جرت معها الأهل وكامل المجتمع.. فالمجتمع الطلابي والمعلمون يشكلون تقريباً ثلث السكان السعوديين إذا عرفنا ان عدد الطلاب حوالي (5) ملايين وعدد المعلمين وأعضاء هيئة تدريس الجامعات تجاوز نصف مليون فإن منح هؤلاء إجازة هو عودة إلى توازن المجتمع الذي شعر بدخول شهر رمضان انه داخل دوامة يومية لا مخرج له منها. هذا قرار إنساني محض من ولي أمر هذه البلاد وأيضاً درس يجب أن يعيه جيداً جميع المخططين في وزارات: الخدمة المدنية، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والتعليم الفني، والأمن العام (المرور) والنقل.. والدرس يتلخص بأن هذه الجهات مجتمعة ساهمت في خلق اختناقات مرورية وحولت المدن إلى أنفاق مظلمة مكتظة بالسيارات والبشر.. وزادت من وتيرة القلق والتوتر اليومي وساهمت في ايجاد قرارات ادارية خاطئة اتخذها بعض المسؤولين في بعض قطاعات الدولة والقطاع الخاص بسبب حالة الإرباك والزحام وأوقعت البعض في مظالم ادارية وأخطاء اجرائية أدت إلى بعض القرارات التعسفية دفع ثمنها بعض الموظفين إما بالغياب أو الفصل أو الانذارات التي تهدد بالفصل أو الرسوب بالجامعات والمدارس. الملك عبدالله وجّه رسالة مفتوحة للوزراء والجهات التنظيمية بضرورة التحرك مع الحدث وان القرارات الصائبة لا تأتي من الصدف بل من خلال التعاون والتكاتف بين جميع أجهزة الدولة ولا مجال للعمل المعزول.. وإن ترك المدن تغرق بالزحام لأن البعض لا يتمتع بحس التخطيط أو هو متراخ في انجاز مهامه قد لا يكون مقبولاً ولا ترضى به القيادة ولا أبناء المجتمع فالتزامن في حضور وانصراف موظفي اجهزة الدولة في ساعة واحدة حوّل المدن إلى اختناق بشري ومروري ليكشف مدى قدرة الأجهزة التخطيطية على مواجهة أي نوع من الكوارث.. كما أن عمل كل وزارة على حدة وبمعزل عن الأخرى هو فشل في التخطيط والعمل الجماعي.. وهنا تقع المسؤولية على بعض المسؤولين وعليهم مراجعة اجراءاتهم وضرورة وجود هيئة تنسيقية في جعل قرار بداية الدوام ونهايته في منظومة واحدة ونسيج واحد بدلاً من محاولة تعمد كل جهة أن يكون لها نسيج مستقل دون إشراك الجهات الأخرى متناسين أننا نعمل في جهاز إداري واحد وتعمل هي تحت مظلة إدارية واحدة