الأمانة.. أمانة.. أعانك الله

Abstract

الأوامر الملكية الأخيرة التي صدرت عن خادم الحرمين الشريفين هي امتداد طبيعي لقرارات مماثلة سبقتها في إطار خطط الإصلاح المتأنية والمستمرة في هذه البلاد –حماها الله-، والتي بدأنا نلمس أثرها في سائر القطاعات الخدمية والإنتاجية ومع ذلك فإننا ندرك جميعاً أن مطالب الإصلاح والتحديث لن تتوقف عند هذا الحد، بل إن سقف توقعاتنا وطموحاتنا كمواطنين أبعد من ذلك بكثير. وقد شدني من بين المواقع والمسؤوليات التي صدرت بها الأوامر الملكية مسمى وظيفة (الأمين) ونعني بها أمين المنطقة الشرقية المعين الذي حظي به معالي المهندس فهد الجبير، ومع قناعتنا الخالصة بأن الأفراد هم من يصنعون الفرق، فإن تعيين معالي الأمين الجديد حقق مستوى عالياً من الرضا بين كافة أفراد المجتمع وشرائحه المختلفة، ولا نقول ذلك مجاملةً ومحاباة لمعاليه الذي لا تربطنا به علاقة من قريب أو من بعيد، بل هي حقيقة يستطيع أن يشعر بها كل مواطن، وما على كل مشكك إلاّ أن يقرأ الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل المتاحة، كما أن هذا الإجماع على كفاءة معالي الأمين الجديد؛ دليل قاطع على جدارته بالمنصب. ولا غرابة أن هذه الثقة الملكية هي نتيجة طبيعية لسنوات من الإنجاز المتواصل والجهد المخلص الذي بذله معاليه في سائر مواقع المسؤولية التي تحملها من الرياض إلى الأحساء وصولاً للمنطقة الشرقية، ولا شك أن العمل في هذه المنطقة المتسعة جغرافياً، وبما يمثله موقعها الاستراتيجي على كافة المستويات، وفي هذه الوظيفة الحساسة المرتبطة باحتياجات المواطنين والمقيمين من الخدمات؛ يحتاج لرؤية واضحة وإجراءات نوعية وجهد جبار وصولاً بالمنطقة إلى مصاف المراكز الاقتصادية التي يشار إليها بالبنان على مستوى العالم. لست معنياً في مقالتي هذه بما يجب التركيز عليه والاهتمام به داخل المؤسسة نفسها، إيماناً منا بأن أصحاب الاختصاص هم الأقدر دائماً وأبداً على صياغة أولويات الوظيفة وتلمس حاجاتها، وإزالة المعوقات الإدارية، ومحاسبة المقصرين من الأفراد وإبعادهم عن مواقعهم التي يشغلونها –إن لزم الأمر-، ولكن ما يعنينا نحن المواطنين ونؤمله من معاليه هو الوقوف شخصياً وميدانياً على مواقع المشاريع المنفذة والتحقق من مدى التقدم في إنجازها، ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس التي تضمن الاستفادة منها فترات طويلة، إضافةً إلى التواصل مع كافة شرائح المجتمع وأبنائه وسماع وجهة نظرهم حيال ما يمكن تقديمه لتحسين الخدمات والمشاركة في تطوير الأداء، ومن الأمور المهمة –إن لم يكن من أهمها على الإطلاق- المبادرة في اتخاذ قرارات شجاعة وسريعة أيضاً حول منح الأراضي بالمنطقة، بحيث يلزم أصحابها بعدم بيعها لينتفع بها من خصصت له المنحة، مما يساهم في تخفيض أسعار الأراضي التي أصبحت تنهك كاهل الشباب، أو المبادرة بالتفكير في حلول إبداعية تدفع المتاجرين بالأراضي إلى بنائها أو بيعها، ومن ذلك أن يكون هناك تكلفة مادية لمن احتكر الأرض. وعموماً فإن أهالي المنطقة جميعاً يتوسمون خيراً بمعالي الأمين، لأن ما قدمه لمحافظة الأحساء وأبنائها يستحق الإشادة والتكريم، وفي الوقت نفسه نقول للأمين السابق معالي المهندس ضيف الله العتيبي؛ المنطقة وأهلها لن تنسى ما قدمته ولك منهم كل الشكر والثناء على عطاءاتكم وجهودكم. وفي جميع الأحوال فإن الأمانة.. أمانة.. أعانك الله يا معالي الأمين، وسدد على دروب الخير خطاكم.