التعليم العالي .. ورؤية ملك الإنسانية

Abstract

التعليم العالي .. ورؤية ملك الإنسانيةأ.د. عبدالله مصطفى مهرجيكغيث منهمر يحمل في هطوله الخير العميم، تتواصل عطايا ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لأبناء شعبه الوفي، وقد شمل حفظه الله برعايته قطاع التعليم العالي حيث شباب الوطن فتيات وفتيان يعدهم لمستقبل مشرق وغدٍ مزدهر لضمان التنمية المستدامة في مملكة الإنسانية وطن الخير والعطاء، وقد حملت الأيام الماضية في ثناياها بشائر الخير لشبابنا في التعليم العالي حيث أقرَّ مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الاثنين الماضي برنامج المنح الداخلية في الجامعات والكليات الأهلية والذي يقضي بتكفل الدولة بكامل تكاليف عشرة تخصصات هي: الطب، طب الأسنان، الصيدلة، العلوم الطبية، الهندسة، التمريض، تقنية المعلومات، الإدارة، القانون، والمحاسبة حيث سيستفيد من هذه المكرمة الملكية الكريمة عشرة آلاف طالب وطالبة حيث تتحمل الدولة رسوم الدراسة لـ 50 في المائة من أعداد من يقبلون سنوياً في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات وفق ضوابط وشروط معينة. وهذه المرحلة الثانية حيث شملت المرحلة الأولى مساهمة الدولة بتحمل رسوم 30 في المائة من أعداد طلاب وطالبات الجامعات والكليات الأهلية وشمل ذلك أكثر من 4500 طالبة وطالب.حقاً إن هذا القرار الأبوي ليؤكد دعم الدولة لمسيرة التعليم العالي وتشجيع الاستثمار في التنمية البشرية وهو ما يؤدي الى الرقي بالتعليم العالي وجودته لاسيما أن المنح الدراسية خاضعة لشروط عالية في الجودة ولابد من حصول الجامعة أو الكلية الأهلية على شهادة الهيئةالوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي NCAAA ويشمل ذلك 8 جامعات أهلية و20 كلية أهلية.وقبل هذه البشرى كان هناك تمديد برنامج الابتعاث الخارجي وبالذات الى الدول المتحضرة والمتقدمة علمياً، وهذه واحدة من مكرمات الملك رائد الإصلاح الملك عبد الله بن عبد العزيز، فمن مميزات عهد الإصلاح للملك عبد الله أنه تم ابتعاث أكثر من أربعين ألف طالبة وطالب الى أبرز الجامعات العالمية منذ العام 1426هـ وقد صدر الأمر الملكي الكريم مؤخراً لتمديد برنامج الابتعاث الخارجي خمس سنوات أخرى وبما يستوعب خمسين ألف طالبة وطالب ليكون بإذن الله تعالى عدد المبتعثين تسعين ألفاً، وفي ذلك فرص ذهبية لأبنائنا وبناتنا ليشرّقوا ويغرّبوا في أرض الله الواسعة وينهلوا من العلوم الحديثة بعقول متفتحة وأذهان واعية وينالوا أعلى الدرجات من أرقى الجامعات والمعاهد العليا في العالم المتحضر، وبين القرارين الحضاريين بتمديد الابتعاث الخارجي وتكفّل الدولة ببرنامج المنح الداخلي يبرز قريباً ولأول مرة في مسيرة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي خلال الفترة من 15-18 ربيع الأول القادم وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث سيستضيف المؤتمر أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة من المشاركين في محاور المؤتمر الثلاثة:• العلوم الإنسانية والاجتماعية.• العلوم الهندسية والحاسب.• العلوم الصحية.من خلال تقديم أبحاث علمية محكمة وأوراق عمل ومشاريع تخرج وأفلام وثائقية وأفكار إبداعية وقد بذل القائمون على المؤتمر جهوداً كبيرة في عملية التقويم والتحكيم للأعمال المقدمة والاستعدادات على قدم وساق لإخراجه بصورة تليق بالرعاية الكريمة والمناسبة العلمية الهامة ويؤكد المؤتمر قدرة أبنائنا طلاب التعليم العالي على قيادة وتنظيم مثل هذه المؤتمرات والمشاركة الفاعلة فيها ونحن مؤمنون أن لدى طلابنا المهارات الكاملة التي تساعدهم على ان يكونوا من أفضل الطلاب على مستوى العالم وحرصت وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية على أن يكون تنظيم المؤتمر وإدارته من الطلاب أنفسهم.إن التاريخ سوف يسجل بحروف من نور هذه النقلات النوعية العميقة الأثر في مسيرة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية مما سيكون له عظيم النفع لتنمية الثروية الحقيقية وهي العقول البشرية التي من شأنها حال تأهيلها بشكل منهجي علمي سليم أن تدفع الحركة التنموية في المملكة خطوات نحو العالم الأول بإذن الله تعالى.حقاً أن هذه النقلات النوعية في التعليم العالي هي برنامج عمل لجامعاتنا الحكومية الـ 25 والـ 8 الأهلية وخارطة طريق نحو المستقبل المفعم بالأمل والذي سيصله أبناؤنا بإخلاص النية والعمل بإذن الله تعالى.