د.فوزية أخضر: متغيرات العصر قلبت المفاهيم وجعلت سن الستين هو مرحلة النضجبطاقة تعريف وتأمين صحي وناد خاص.. مطالب مهمة!

Abstract

د.فوزية أخضرالرياض - سلوى العمرانفي الوقت الذي تنحدر حياة الفرد لدينا نحو التراجع وقلة العطاء وفقدان المهارة بمجرد وصوله إلى سن التقاعد، حيث تتولد لديه القناعة بعدم جدوى جهوده وعطائه، ويصبح عبئاً على أسرته ومجتمعه، بل وفريسة سهلة للأمراض النفسية والجسدية، يستمر عطاء الفرد في المجتمع الغربي إلى سنوات طويلة تتجاوز ما بعد السبعين عاماً، وكثير من تبدأ حياتهم المهنية ويتشكل مستقبلهم في هذه السن، حيث تصبح الخبرة والتجربة لدى هذه الفئة ثروة يتم استثمارها والاستفادة منها في شتى مناحي الحياة، وواقع حال هذه المجتمعات يكشف لنا أن كثيرا من العلماء والرؤساء قادوا دولهم نحو التقدم والتطور، ومنهم من حمل لواء الحصول على جوائز عالمية بعد الستين. الإحساس بالمسؤولية في أقل الأحوال ينخرط الفرد في هذه المجتمعات في أعمال خيرية تطوعية يجد فيها نفسه، ويشعر فيها بقيمته، حيث ينبع الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وهنا يتبدى لنا أن القضية هي ثقافة مجتمع يؤمن بقيمة وأهمية العلم والبحث العلمي والخبرة، ويقدر أهلها حق قدرهم. في مجتمعنا لا زلنا نتلمس الطريق حيث لم يتشكل بعد هذا المستوى من الثقافة والوعي، إلا أن هناك نماذج مشرفة للعطاء المتميز، علماً وخبرة وكفاءة، حتى بعد أن وصلوا إلى سن التقاعد، تنطلق من إحساس كبير بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن، بانخراطهم في مجال العمل التطوعي. سن النضج تقول «د.فوزية أخضر» مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقاً، وعضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين، وعضو النظام الوطني للمعاقين: إن المتغيرات الصحية التي حصلت في هذا العصر قلبت المفاهيم وجعلت سن الستين هو سن النضج والعطاء والخبرة والحكمة، وليس انتهاء الصلاحيات؛ لأننا نعيش عصر العولمة الالكترونية ليس للعضلات والقوة بها دور كبير، وإنما أصبحت الآلة هي عماد العملية الإنتاجية؛ بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وانتشار التعليم والتقدم الصحي الذي ساهم في ارتفاع معدًل عمر الإنسان، لذلك أصبحت قضيتهم إنسانية، لأن انتماء الفرد للعمل هو الذي يشعره بأهميته وقيمته في الحياة والتبعية والولاء للمجال الذي يعمل به، كما تعتبر الوظيفة والتخصص هو المركز الرئيسي التي تنطلق منه الأدوار الاجتماعية التي يلعبها الفرد في الحياة بعد التقاعد، مضيفةً أن المشكلة لدينا تكمن في أن الفرد يتقاعد وهو في قمة العطاء والحماس؛ لأنه....