الأمر الملكي وقصر الإفتاء

Abstract

الأمر الملكي بقصر الفتوى على أهل العلم الذي اصدره رجل الوقت خادم الحرمين الشهم عبدالله بن عبدالعزيز أضفى كثيرا من الدلالات وهو قرار واضح وصريح أغلق به ملف الفوضى غير المقبولة تلك الفوضى من أولئك الذين يتصدرون بلبلة أفكار الناس بغير علم ودافعهم الشهرة وحب الظهور خاصة الذين يعشقون إبداء الآراء بغير علم وإثارة الفتنة عبر القنوات الفضائية التي أصبحت مرتعا لكل من هب ودب، لقد وضع القرار النقاط على الحروف بعد تلك الفتاوى التي أشغلتنا من قضية الإرضاع إلى الميكي ماوس وغيرها من الفتاوى التي تعتبر تطاولا على الدين من بعض الجهلة الذين يعتبر الدين براء منهم.ولقد جاء هذا التوجيه لسماحة المفتي العام بضبط الفتوى وتحديد جهة الاختصاص ليقطع الطريق على من ينتقصون من مكانة أهل العلم ويحفظ قيمة المرجعية الشرعية من الذين يقدمون الفتوى ليل نهار، أعجبتني كلمات خبير الأنظمة والمستشار القانوني الشيخ حمود الناجم بخصوص هذا الأمر يقول (إن هناك من تصور نفسه عالم زمانه، وتجاوز المفتي العام، وتعدى حدود المجامع الفقهية، وافتأت على اختصاصات الهيئات الشرعية ومن ثم الأمر لابد أن يرجع الى مساره الصحيح، ونكبح جماح من لديهم شهوة الكلام، وإطلاق العنان للفتوى في أي شيء دون علم).نعم يا خادم الحرمين لأنك تسكن في وجدان كل المواطنين وتحتل مكانة كبيرة في قلوبهم جاءت هذه اللمسة لجمع الكلمة وتوحيد الصف وحفظ الدين من العابثين وحفظ مكانة العلماء، فأنت الثاقب الرؤية الحكيم الذي نعتز نحن في هذا الوطن بك رجلاً كبير النفس دائم السعي والتفكير لما فيه الخير لهذا البلد، كيف لا وقد كانت أولى كلماتك بعد توليك الحكم والبيعة – أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين. أما قرارك يا خادم الحرمين في هذا الأمر فكله رسالة صادقة ورسالته الأقوى لخطباء المنابر يوم الجمعة التي أصبحت لهم فلسفة خاصة بالقضايا التي تتم معالجتها ومناقشتها، كما جاءت كلماتك الشفافة في هذا القرار الحكيم ونحن نستقبله بكل حب وكأنك يا خادم الحرمين قضيت حوائجنا فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم – رأيت قوماً من أمتي على منابر من نور، يمرون على الصراط كالبرق الخاطف نورهم تشخص منه الأبصار، لا هم بالانبياء ولا هم بالصديقين ولا هم بالشهداء، إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس.رسالة:عضوان الأحمري في نشرة نقدية بالوطن يقول – برامج الفتاوى تشبه برامج الطبخ حيث توضع في مقدمة قوائم الاهتمام للقنوات الحديثة لكسب أكبر طبقة جماهيرية ممكنة، وأعطيت هذه القنوات فرصة سارحة مارحة فإن الوقت قد حان لمطالبتها بتنفيذ قرار الملك بقصر الفتيا على هيئة كبار العلماء أو أن تغلق مكاتبها وترحل إلى حيث لا أحد، ولو تم حجب كثير من المفتين المتحمسين المتحزبين لوجدناهم امتنعوا عن الإفتاء خلف الكواليس. نعم يا عضوان هناك كثير من القنوات التي لا بد أن تكون مدعاة للنقاش وهي تتاجر باسم الدين – تحية تقدير لك.