صحة ضيوف الرحمن وسلامتهم
الخلاصة
فضّل الله تبارك وتعالى مكة وكرمها حين جعلها مركز جذب الإشعاعات الروحية، مركزاً يحج إليه المسلمون من كل فج عميق، وشاءت إرادة الله تبارك وتعالى أن يوضع أول بيت للناس لعبادته وحده لا شريك له في مكة، فهي وجهة الناس ومتجههم في الحج والعمرة، وهي ذات موقع متوسط في العالم إذ إنها تمثل المعنى والمفهوم الجغرافي لوسطية الأمة الإسلامية. وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- اهتماماً خاصاً بصحة المواطن وجعلت ذلك في مقدمة أولويات الخطط التنموية بوصفها تتصل بالإنسان الذي هو ركيزة التنمية وهدفها الأساسي بوصف الصحة هدفاً إستراتيجياً وقاعدة حضارية فأنفقت في سبيل ذلك أموالاً ضخمة وتمكنت في فترة قياسية من بناء نهضة صحية بشقيها الوقائي والعلاجي، وتحديث وتطوير الرعاية الصحية والطب العلاجي في جميع أنحاء المملكة، وتمكنت من تأسيس بنية صحية متكاملة وشاملة، عبر عملية مدروسة ومستمرة لتقديم أرقى الخدمات الصحية والتشخيصية والعلاجية بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية. حيث كانت بداية العقد الصحي منذ مؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - عندما أمر بإنشاء مصلحة الصحة العامة بمكة المكرمة عام 1343هـ وكان مقرها بمستشفى أجياد العام التي تعتبر أول مستشفى في شبه الجزيرة العربية حيث تم إنشاؤها عام 1299هـ واستمر العمران والتوسع حتى عام 1370هـ عندما اقتضى الأمر برفع مسمى المصلحة إلى وزارة الصحة بقيادة سمو الأمير عبدالله الفيصل الذي أرسى قواعد ثابتة للخدمات الصحية حيث تم افتتاح أول مستشفى عام بالمملكة هو مستشفى الملك عبدالعزيز ثم تلاه افتتاح مستشفى الولادة والأطفال كأول مستشفى متخصص في أمراض النساء والولادة ومستشفى ابن سينا لعلاج مرضى الجزام على مستوى المملكة وتشغيل مستشفى الملك فيصل بعد أن كان مركزاً يعمل خلال موسم الحج فقط. أما المشاعر المقدسة فلم تكن أقل حظاً من اهتمام ورعاية قيادتنا الحكيمة فهي هاجسهم الأول لما لها من مكانة خاصة حيث بدأت النهضة الصحية بعد إنشاء وزارة الصحة بافتتاح مستشفى منى العام ثم مستشفى منى الجسر ومستشفى منى الوادي ومستشفى الشارع الجديد وأيضاً لتغطية منطقة منى الشاسعة تم إنشاء (29) مركزاً صحياً بالإضافة إلى خمسة مراكز طوارئ على جسر الجمرات، وفي مشعر عرفات وابرز ما فيه جبل الرحمة أحاطته القيادة الرشيدة بمستشفى عرفات العام ومستشفى جبل الرحمة لخدمة ضيوف الرحمن في يوم الوقوف بعرفات ولخدمة قاصدي مسجد نمرة في ذلك اليوم تم إنشاء مستشفى نمرة بالقرب منه. وبالرغم من الساعات التي يقضيها الحجاج في هذا المشعر كان الاهتمام الأول هو المحافظة بعد الله سبحانه وتعالى على صحة الحجاج حيث تم إنشاء عدد (46) مركزاً صحياً وإنشاء مراكز صحية على طريق مزدلفة بلغ عددها (6) مراكز. ويستمر العطاء والخير لأرض الخير بإضافة لؤلؤة صحية جديدة هي إنشاء مستشفى منى العام الجديد الذي تم اختيار موقعه بعناية لتمثل محوراً مركزياً بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة المواطنين وضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة، وإنشاء برج طبي بمشعر منى وفق أحدث الأنظمة العلمية المتطورة، واعتماد إنشاء ثمانية مراكز للرعاية الصحية الأولية، والبدء في إحلال مستشفى الملك عبدالعزيز بإنشاء مبنى للطوارئ بتقنية عالية يتبعه برج طبي وقسم للعناية المركزة، واعتماد إنشاء مبنى بديل لمستشفى منى الوادي، وبرج طبي بمستشفى الملك فيصل. وبالأمس القريب بدأ مشروع صحي جديد يتمثل في بناء مستشفى أجياد العام الجديد بجوار موقعه الحالي بالقرب من المسجد الحرام، والكثير الكثير من الأعمال التطويرية لبعض المنشآت الصحية القائمة حالياً ومنها افتتاح وتطوير المراكز التخصصية مثل مركز القلب ومركز العقم وأطفال الأنابيب ومركز العيون ومراكز الكلى وتطوير مستشفى ابن سينا وتحديث عنابر للعناية المركزة وغرف العمليات، وحصول مستشفى النور التخصصي على جائزة التميز من الهيئة الأمريكية لتسجيل الأنظمة ASR وغيرها الكثير، حفظ الله لنا قادتنا وأدام عليهم نعمة الصحة والعافية. (*) مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
780416النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12414الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الرعاية الصحيةالسعودية. وزارة الصحة
المراكز الطبية
المستشفيات
اليوم الوطني
رعاية الحجاج
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
تاريخ النشر
20060924الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية