الدور السعودي

Abstract

تمثل الدائرة العربية في السياسة الخارجية السعودية أهمية بالغة تتضح في حرص المملكة منذ عهد التكوين على تعزيز علاقاتها بالأشقاء العرب، ومناصرة القضايا العربية وعلى الأخص القضية الفلسطينية. وشمل ذلك العمل بشكل متواصل على رأب الصدع بين الأشقاء والفرقاء المتنازعين والمبادرة بحل الخلافات بينهم في مهدها من خلال مساعي الوساطة الحميدة، استنادًا إلى ما تؤمن به من مبادىء وقيم مستمدة من العقيدة الإسلامية السمحة التي تنص على أن ""الصلح خير""، وهو ما وثقته الأحداث التي أثبتت أن السعودية ظلت تقوم بدور الوسيط النزيه الذي يقف على مسافة واحدة من الخصوم ضمن الرسالة المناطة بها إزاء أمتها العربية والإسلامية. وهو ما اتّضح أيضًا في العديد من المبادرات والاتفاقيات التي قامت بها المملكة التي كان من أبرزها اتفاقية الطائف التي أنهت 15 عامًا من الحرب الأهلية المريرة. لابد ونحن نتحدث عن هذا الموضوع الإشادة بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- عبر العديد من المبادرات والاتفاقيات التي تمت برعايته والتي تأتي في مقدمتها جهوده لتحقيق المصالحة بين الفرقاء في العراق، وفلسطين، والصومال، واليمن الذي كان على وشك الغوص في أتون حرب أهلية لولا لطف الله عز وجل أولاً ثم دوره -رعاه الله- في نجاح المبادرة الخليجية التي تبنتها المملكة عبر ""اتفاق جدة"". اتفاق مكة الذي رعاه المليك المفدى شكل علامة بارزة في جهوده الخيرة لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، عندما شكل الاتفاق الأساس الذي انطلقت منه كافة المحاولات التي بذلت فيما بعد، وأسفرت في نهاية المطاف عن تحقيق المصالحة، وهو ما عبر عنه مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية الثلاثاء بإعرابه عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية في المصالحة الفلسطينية التي جرى توقيعها مؤخرًا في غزة. كما يذكر بهذا الصدد وصف وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية اتفاق مكة بأنه حجر الزاوية في اتفاق المصالحة. هذا الموقف لا يمثل سوى أحد مظاهر الدعم السعودي للقضية والشعب الفلسطيني، والذي يتواصل بشكل دائم، وهو ما عبرت عنه أيضًا إدانة المملكة في كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي الأحد الماضي، وبشدة الممارسات العنصرية والتعسفية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.