استراتيجية الإصرار على المبادرة

Abstract

استراتيجية الإصرار على المبادرةد.جميل محمود مغربيالجمعة, 29 مايو 2009د.جميل محمود مغربيلايبدو ان السياسة العربية في عوز الى العقلانية أكثر من المرحلة الزمنية التي نعيشها حالياً. فالمرحلة تتمخض عن متطلبات تكتيكية يأتي في استهلالتها الحرص على الابقاء والاصرار على معاهدة السلام العربية. بما في ذلك الدول التي تتحفظ على المبادرة ودون النظر الى مدى استجابة اسرائيل من عدمها لتلك المبادرة.فالموقف السياسي الاسرائيلي متأزم غاية التأزم والخطوات السياسية لقادته خاصة نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان تعاني من الاضطراب وعدم التوافق والمجتمع الغربي بعامة لم يبد ارتياحا لمواقف الأول او سياسات الاخير ولذلك فهناك صراع وتمزق في المشهد السياسي وفي دخيلة كل سياسي يضطلع بدور في الكيان العنصري. فنتنياهو طرح قبل ذهابه الى واشنطن مطالبته الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية للشروع في عملية التفاوض مع الفلسطينيين وهو ما قوبل بالرفض القاطع لأن ذلك التوجه المصطبغ بعنصرية ليبرمان سيفضي الى تجريد عرب 48 من الجنسية الاسرائيلية وتحقيق حلمه في اخراجهم من ديارهم المحتلة او من اسرائيل كما هو حلم ليبرمان.ونتنياهو لم يعرج في واشنطن على ذكر مبدأ الدولتين الذي نادى به الرئيس أوباما لتطبيقه كواقع عملي بعد ان ظل يرزح تحت سقف الاحلام والتصريحات في عهد الرئيس البائد بوش. ولكنه حينما عاد كان كمن سكت دهراً ونطق كفراً ليصدع بأن القدس عاصمة أبدية موحدة لدولة الكيان الصهيوني. وهو ما يدخله في دائرة العداء مع كافة دول العالم الاسلامي التي سترفض هذه التوجهات الاستفزازية.ثم ظهرت اخيرا فكرة القسم وتجريم وسجن من يرفض الاقرار بيهودية دولة اسرائيل. لذلك ستظل ورقة المبادرة العربية هي الخيار التكتيكي والاستراتيجية المطلوبة والرابحة في الوقت الراهن مع استعداد اوباما للقدوم الى المنطقة والقاء خطاب يتوجه به الى العالم الاسلامي من خلال اكبر قاعات جامعة القاهرة. ثم يردف ذلك بزيارة الى المملكة العربية السعودية لذلك لم أكن لأتمنى ان تسبق زيارة عباس الى واشنطن قدوم اوباما الى المنطقة فالتأثير الكاريزمي لحسني مبارك والملك عبدالله بن عبدالعزيز على اوباما وتوجهات السياسة الامريكية الحالية كان سيمهد الطريق لعباس لو ارجئت زيارته الى واشنطن عقب وصول أوباما الينا.ان الرئيس الامريكي الاسبق بوش الأب استطاع قسر اسرائيل على المضي في اتفاقية السلام....