الدعم أحد الحلول ، وليس كلها

Abstract

راشد محمد الفوزان أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، قراراً بدعم سلعتي الأرز والحليب، هذا الدعم يضاف إلى العديد من السلع والتسهيلات التي تقدمها الدولة للمواطن سواء كانت قروضاً سكنية أو دعماً للبترول من بنزين وديزل وكيروسين ودعماً للأعلاف وتسهيلات في استيراد الأسمنت بدون رسوم جمركية، للحق الدولة تقدم كل دعم ممكن للمواطن، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يتلمس كل احتياج للمواطن وهي تتمثل الآن بالدعم الجديد لسلعة مهمة تلمس كل مواطن خاصة للطبقة المتوسطة والأقل منها، وهي سلع أساسية يومية . كنا سابقا كتبنا وأكدنا أن زيادة الرواتب هي ليست الحل الأمثل لتخفيف الأعباء عن المواطنين رغم أهميتها، ولكن الأهم تقديم الخدمات بأقل تكلفة أو بدون تكلفة كالخدمات الطبية والتعليمية بكل مراحلها والسكنية من حصول على القروض بأسرع مما هو متاح الآن وغيرها . يجب أن نقر بأهمية زيادة الرواتب كمواجهة لأعباء الحياة، ولكنها ليست الحل الأمثل، فزيادة الرواتب ستفيد المقترضين وغيرهم، وستزيد الطلب على السلع والخدمات بصورة أساسية في ظل سلوك مستهلكين لدينا عال ومرتفع بلا تحفظ، ولن ندخل بتفصيل سلوك المستهلك السعودي الذي يعتبر مبالغاً به في تقديري ومن تقارير الاستهلاك الصادرة لدينا، ولعل مؤشر الخدم خادمات وسائقين هو أحد المعايير لهذا الاستهلاك، ومعيار آخر حجم الاقتراض من خلال بطاقات الائتمان الذي يشكل نسبة كبيرة جدا . زيادة الرواتب تعني أننا سنواجه ارتفاعاً آخر مستمراً في الأسعار بسبب زيادة الطلب كنظرية بسيطة في علم الاقتصاد زيادة الطلب ترفع السعر في ظل ثبات المعروض وارتفاع الأسعار عالميا على السلع والخدمات . ما تقدمه الدولة من دعم الآن هو عبء على الدولة ماليا، وعبء على احتياطيات الدولة ومستقبل الادخار، وتقدمه الدولة بكل تضحية خدمة للمواطن والتخفيف عنه، وهذا يشكل أقصى ملامسة لحاجة المواطن وتخفيف الأعباء عنه، لكن في ظل نمو الأنفاق الحكومي والسكاني والمشاريع الكبرى والحاجة إلى مزيد من البنية الأساسية التي تتم الآن، إلى متى سيستمر الدعم الحكومي؟ كم مقدار هذا الدعم ماليا؟ وفي حال استمرار ارتفاع تكلفة المعيشة بجوانب أخرى كالسكن والنقل وقلة الوظائف والعمل وبالتالي الدخل ما هو البديل؟ يجب أن نبني استراتيجية مستقبلية لمدد تتجاوز 20و 30سنة، من حيث توفير الوظائف، والتأمين الطبي للمواطن، وتوفير السكن، والتعليم الجيد المتخصص، وتوفير الوظيفة للمواطن وفق أسس علمية سليمة ومتخصصة تسهل حصوله على الوظيفة، من المهم أن يكون البناء متجانساً ومتكاملاً ووفق خطط توضع ولا تتغير . أن يؤسس على قاعدة ماذا سيكون الوضع بعد عقدين وثلاثة من الزمن، والأهم الاستمرارية في البناء تتجانس مع النمو السكاني وحاجة المواطن وقدراته المالية، حتى لا نصبح في النهاية في أزمة مستمرة تعتمد على حلول مسكنة ووقتية، بل أن نعتمد على حلول دائمة تبنى على أسس علمية واقتصادية لا تتغير لأي ظروف طارئة أو لم تؤخذ بالحسبان .